سُلاَفْ القَصِيدْ
11 / 08 / 2016, 55 : 03 AM
ما قبل حلب البوابة الداخلية للشام ليس كما بعدها
النظام يخسر «أم المعارك».. والحرب في سوريا أمام مرحلة مفصلية
http://m.salyaum.com/media/cache/3a/25/3a25a544c2b71b14ee39283ecd2e9ae3.jpg
جندي يقوم بحماية مواطنين في رحلة عودتهم إلى منازلهم
خاص «اليوم»- صفاء قره محمد ـ بيروت
شكّل التقدم السريع لجيش «الفتح» وفصائل من المعارضة المسلحة أثناء فك الحصار عن مناطق المعارضة في حلب، صدمة لمتابعي الوضع في سوريا وانتكاسة كبيرة لنظام الأسد وحلفائه، الذي بخسارته المعركة في حلب يخسر «أم المعارك»، مما يضعه أمام مرحلة مفصلية جديدة في فصول الحرب السورية المستمرة منذ ست سنوات تقريباً. ومما لاشك فيه أن ما قبل حلب ليس كما بعدها، فهل ستتمكن المعارضة من تثبيت انتصارها في حلب، بتقدمها نحو المناطق الشائكة أكثر؟ وبهذا الانتصار كيف سترسم الخارطة السورية الجديدة؟ وماذا عن الموقفين الإيراني والروسي بعد هذا السيناريو؟! لعل وعسى الأيام المقبلة تكشف تفاصيل ما ستؤول إليه الأوضاع في حلب وسواها.
حلب تمثل نقطة التوازنات في سوريا
شدد الخبير في العلاقات الدولية والمحلل السياسي سامي نادر في تصريح لـ«اليوم» على أن «الأمور لا تزال غير ثابتة حيال سيطرة المعارضة على مدينة حلب، ولكن إذا لم يتثبت هذا الإنجاز للمعارضة فنحن أمام خارطة جديدة للوضع الميداني في سوريا لأنه الحجر الأساسي هو حلب»، موضحاً أن «حلب تمثل نقطة التوازنات في سوريا، من أجل ذلك نرى كل هذا الجهد من جانب المعارضة يتركز على حلب، بالإضافة إلى أن 90 بالمائة من التدخل الروسي من قصف طيراني جاء محصوراً في منطقة حلب وضواحيها»، مكرراً التأكيد أن «حلب هي المفتاح لما يطلق عليه اسم «سوريا المفيدة»، حيث أصبح النظام وحلفاؤه يدركون أنه لا يمكن بهذه الحرب التي يقومون بها ضد الديموغرافيا السيطرة على كامل سوريا، وأصبح جلياً من خلال خطتهم أنه بإمكانهم الإمساك بالمدن الأساسية ونجحوا إلى حد كبير بهذه الخطة، أي الإمساك بالشام ودمشق وحمص والسيطرة على حماة، وأهم شيء حلب، كونها المدينة الأكثر كثافة سكانية، ومن هنا أهمية دور حلب بالإضافة إلى أمر آخر أساسي ألا وهو أن حلب بوابة المنطقة الداخلية».
ضعف حلفاء النظام بعد سقوط حلب بيد المعارضة
ورأى نادر إنه «إذا سقطت حلب بأيدي المعارضة فإن ذلك من الناحية الإستراتيجية سيضعفهم كثيراً»، في ظل وجود القواعد العسكرية الروسية على الساحل الروسي، أي قاعدتي «حميم» و«اللاذقية». وقال: «من هنا، سيستشرس الفريقان للسيطرة على حلب، فإن لم تثبت المعارضة هذا الإنجاز في حلب، كون النظام وميليشياته، سيحاولون استعادة مواقعهم كون هذا الأمر يضعفهم في خطتهم وفي المفاوضات، فإذا نجحت المعارضة في تثبيت إنجازاتها والسيطرة على حلب، فنحن سنكون أمام واقع جديد، وعندها ستتمكن المعارضة من العودة إلى طاولة المفاوضات بموقع تفاوضي أكبر بكثير مما كان عليه».
وأضاف: «هنالك أمر آخر أساسي يتجلى بما برز أمس، من جانب البريطانيين من خلال ما سرب؛ حول أن هناك قوى نظامية بريطانية موجودة على أرض المعركة، وأعتقد أن هذا الأمر بتوقيته بعد انتصار المعارضة وزيارة اردوغان إلى روسيا يحمل دلالات كبيرة جداً، بمعنى أنهم يأخذون حصتهم من هذا الإنجاز ويقولون للروس، إنه لا يمكنكم التصرف لوحدكم فنحن موجودون على الأرض أيضاً، هذا الشيء لا بد من أخذه بعين الاعتبار، أما النقطة الثالثة وهي الأهم صورة توزيع القوى في حلب سوف ترسم خريطة سوريا غداً، سوف ترسم سوريا: هل تكون مقسمة أو غير مقسمة؟، وسوف ترسم حدود ما يسمى بكردستان السوري. أعتقد أن هذه المعركة ملاحقة بالتفصيل الدقيق للقوى الإقليمية المشاركة فيها كونها ترسم حدود وشكل سوريا مستقبلاً».
المعارضة لم تتلق أي سلاح نوعي أميركي
وعما إذا تلقت المعارضة السورية السلاح النوعي لتحقيق هذا الإنجار، أجاب نادر: «لا أعتقد ذلك، إلا أن المعارضة تتلقى سلاحاً بالتأكيد؛ ولكن ليس من الطرف الأميركي، كونه لا يزال متردداً حيال هكذا خطوات، وأشير هنا إلى تقرير صدر في«نيويورك تايمز»أول من أمس، يقول: إن المعارضة التي وعدت بأسلحة نوعية لم تتسلمها بعد، فهل يقول هذا التقرير هذا الأمر لكي يدفع الإدارة الأميركية باتجاه التسليح، ومما لاشك فيه أن فضح هذا الأمر اليوم، أحرج الإدارة الأميركية، ولكنها اليوم، بمثابة«البطة العرجاء»،ومن هنا أهمية ما صدر عن البريطانيين، فهو إذا ما دل عن شيء فإنما يدل على وجودهم وانخراطهم بشكل رسمي في أرض المعركة، وممن يريد أخذ موقف من هذا النوع سوف يقطف ثمار الربح، ولكن عليه تحمل الخسارة في حال حدوث هزيمة ما، من أجل ذلك أقول: إنه من الممكن أن تتمكن المعارضة أن تبدأ في تلقي أسلحة ودعم أقوى مما كانت تتلقاه في الفترة الماضية».
الروس و«حزب الله» في صدمة
وعن الدور الروسي وميليشيا «حزب الله»، يقول الخبير في العلاقات الدولية: «إنهما اليوم في صدمة كونهما كانا يتوقعان أمراً آخراً، فلقد سبق وأن أطلق أمين عام ميليشيا«حزب الله»(حسن نصرالله) عليها اسم«أم المعارك»(حلب)، لهذا أعتقد أنهم سيحاولون خلال الأيام المقبلة استرداد ما خسروه، أو تثبيت مواقعهم، بمعنى أنهم سيسعون جاهدين لكي يكون لديهم مدخل على حلب بطريقة أو بأخرى، إذا لم يحصل هذا الأمر فهم في موقع تفاوضي أضعف. والسؤال اليوم:«ماذا بعد ؟»،«كيف سيتصرفون على طاولة المفاوضات»؟، ففي حال أعيد توزيع سوريا إلى مناطق نفوذ أين ستكون حدود منطقتهم إذا ما ثبت أنهم خسروا حلب !، وماذا سيبقى من المنطقة الساحلية ودمشق والجبال الشرقية اللبنانية، وهنا يكمن السؤال، كيف سيرتد الأمر على خارطة المنطقة سورياً ولبنانياً» ؟.
عشرات الكيلومترات جنوب حلب بيد «جيش الفتح»
وكان جيش الفتح قد سيطر في أقل من أسبوع على عشرات الكيلومترات جنوب حلب، بما يشمل قواعد عسكرية كبيرة تابعة لجيش النظام؛ مثل كلية المدفعية، والمدرسة الفنية الجوية التي مثلت معاقل ضخمة للنظام مليئة بالعتاد والمقاتلين.
واستبقت المعارضة المعركة بتشكيل غرفة عمليات موسعة لتنسيق العمل العسكري بين مختلف الفصائل؛ المحاصرة في حلب والمنضوية في غرفة عمليات فتح حلب وسائر الفصائل خارجها، لتبدأ المعركة من خلال التمهيد على مواقع جيش النظام بالأسلحة الثقيلة، ثم تفجير العربات المفخخة التي يقودها مقاتلون من جبهة فتح الشام، ثم دخول عناصر الاقتحام من جميع الفصائل على أكثر من محور.
وكانت المفاجأة بالتقدم السريع الذي حققه جيش الفتح، حيث تمكن من تجاوز الخطوط الدفاعية الأولى التي حصنها جيش النظام جيدا، في حين بدا سلاح الجو الروسي عاجزا عن فعل أي شيء لإنقاذ جيش النظام والميليشيات الداعمة له.
النظام يخسر «أم المعارك».. والحرب في سوريا أمام مرحلة مفصلية
http://m.salyaum.com/media/cache/3a/25/3a25a544c2b71b14ee39283ecd2e9ae3.jpg
جندي يقوم بحماية مواطنين في رحلة عودتهم إلى منازلهم
خاص «اليوم»- صفاء قره محمد ـ بيروت
شكّل التقدم السريع لجيش «الفتح» وفصائل من المعارضة المسلحة أثناء فك الحصار عن مناطق المعارضة في حلب، صدمة لمتابعي الوضع في سوريا وانتكاسة كبيرة لنظام الأسد وحلفائه، الذي بخسارته المعركة في حلب يخسر «أم المعارك»، مما يضعه أمام مرحلة مفصلية جديدة في فصول الحرب السورية المستمرة منذ ست سنوات تقريباً. ومما لاشك فيه أن ما قبل حلب ليس كما بعدها، فهل ستتمكن المعارضة من تثبيت انتصارها في حلب، بتقدمها نحو المناطق الشائكة أكثر؟ وبهذا الانتصار كيف سترسم الخارطة السورية الجديدة؟ وماذا عن الموقفين الإيراني والروسي بعد هذا السيناريو؟! لعل وعسى الأيام المقبلة تكشف تفاصيل ما ستؤول إليه الأوضاع في حلب وسواها.
حلب تمثل نقطة التوازنات في سوريا
شدد الخبير في العلاقات الدولية والمحلل السياسي سامي نادر في تصريح لـ«اليوم» على أن «الأمور لا تزال غير ثابتة حيال سيطرة المعارضة على مدينة حلب، ولكن إذا لم يتثبت هذا الإنجاز للمعارضة فنحن أمام خارطة جديدة للوضع الميداني في سوريا لأنه الحجر الأساسي هو حلب»، موضحاً أن «حلب تمثل نقطة التوازنات في سوريا، من أجل ذلك نرى كل هذا الجهد من جانب المعارضة يتركز على حلب، بالإضافة إلى أن 90 بالمائة من التدخل الروسي من قصف طيراني جاء محصوراً في منطقة حلب وضواحيها»، مكرراً التأكيد أن «حلب هي المفتاح لما يطلق عليه اسم «سوريا المفيدة»، حيث أصبح النظام وحلفاؤه يدركون أنه لا يمكن بهذه الحرب التي يقومون بها ضد الديموغرافيا السيطرة على كامل سوريا، وأصبح جلياً من خلال خطتهم أنه بإمكانهم الإمساك بالمدن الأساسية ونجحوا إلى حد كبير بهذه الخطة، أي الإمساك بالشام ودمشق وحمص والسيطرة على حماة، وأهم شيء حلب، كونها المدينة الأكثر كثافة سكانية، ومن هنا أهمية دور حلب بالإضافة إلى أمر آخر أساسي ألا وهو أن حلب بوابة المنطقة الداخلية».
ضعف حلفاء النظام بعد سقوط حلب بيد المعارضة
ورأى نادر إنه «إذا سقطت حلب بأيدي المعارضة فإن ذلك من الناحية الإستراتيجية سيضعفهم كثيراً»، في ظل وجود القواعد العسكرية الروسية على الساحل الروسي، أي قاعدتي «حميم» و«اللاذقية». وقال: «من هنا، سيستشرس الفريقان للسيطرة على حلب، فإن لم تثبت المعارضة هذا الإنجاز في حلب، كون النظام وميليشياته، سيحاولون استعادة مواقعهم كون هذا الأمر يضعفهم في خطتهم وفي المفاوضات، فإذا نجحت المعارضة في تثبيت إنجازاتها والسيطرة على حلب، فنحن سنكون أمام واقع جديد، وعندها ستتمكن المعارضة من العودة إلى طاولة المفاوضات بموقع تفاوضي أكبر بكثير مما كان عليه».
وأضاف: «هنالك أمر آخر أساسي يتجلى بما برز أمس، من جانب البريطانيين من خلال ما سرب؛ حول أن هناك قوى نظامية بريطانية موجودة على أرض المعركة، وأعتقد أن هذا الأمر بتوقيته بعد انتصار المعارضة وزيارة اردوغان إلى روسيا يحمل دلالات كبيرة جداً، بمعنى أنهم يأخذون حصتهم من هذا الإنجاز ويقولون للروس، إنه لا يمكنكم التصرف لوحدكم فنحن موجودون على الأرض أيضاً، هذا الشيء لا بد من أخذه بعين الاعتبار، أما النقطة الثالثة وهي الأهم صورة توزيع القوى في حلب سوف ترسم خريطة سوريا غداً، سوف ترسم سوريا: هل تكون مقسمة أو غير مقسمة؟، وسوف ترسم حدود ما يسمى بكردستان السوري. أعتقد أن هذه المعركة ملاحقة بالتفصيل الدقيق للقوى الإقليمية المشاركة فيها كونها ترسم حدود وشكل سوريا مستقبلاً».
المعارضة لم تتلق أي سلاح نوعي أميركي
وعما إذا تلقت المعارضة السورية السلاح النوعي لتحقيق هذا الإنجار، أجاب نادر: «لا أعتقد ذلك، إلا أن المعارضة تتلقى سلاحاً بالتأكيد؛ ولكن ليس من الطرف الأميركي، كونه لا يزال متردداً حيال هكذا خطوات، وأشير هنا إلى تقرير صدر في«نيويورك تايمز»أول من أمس، يقول: إن المعارضة التي وعدت بأسلحة نوعية لم تتسلمها بعد، فهل يقول هذا التقرير هذا الأمر لكي يدفع الإدارة الأميركية باتجاه التسليح، ومما لاشك فيه أن فضح هذا الأمر اليوم، أحرج الإدارة الأميركية، ولكنها اليوم، بمثابة«البطة العرجاء»،ومن هنا أهمية ما صدر عن البريطانيين، فهو إذا ما دل عن شيء فإنما يدل على وجودهم وانخراطهم بشكل رسمي في أرض المعركة، وممن يريد أخذ موقف من هذا النوع سوف يقطف ثمار الربح، ولكن عليه تحمل الخسارة في حال حدوث هزيمة ما، من أجل ذلك أقول: إنه من الممكن أن تتمكن المعارضة أن تبدأ في تلقي أسلحة ودعم أقوى مما كانت تتلقاه في الفترة الماضية».
الروس و«حزب الله» في صدمة
وعن الدور الروسي وميليشيا «حزب الله»، يقول الخبير في العلاقات الدولية: «إنهما اليوم في صدمة كونهما كانا يتوقعان أمراً آخراً، فلقد سبق وأن أطلق أمين عام ميليشيا«حزب الله»(حسن نصرالله) عليها اسم«أم المعارك»(حلب)، لهذا أعتقد أنهم سيحاولون خلال الأيام المقبلة استرداد ما خسروه، أو تثبيت مواقعهم، بمعنى أنهم سيسعون جاهدين لكي يكون لديهم مدخل على حلب بطريقة أو بأخرى، إذا لم يحصل هذا الأمر فهم في موقع تفاوضي أضعف. والسؤال اليوم:«ماذا بعد ؟»،«كيف سيتصرفون على طاولة المفاوضات»؟، ففي حال أعيد توزيع سوريا إلى مناطق نفوذ أين ستكون حدود منطقتهم إذا ما ثبت أنهم خسروا حلب !، وماذا سيبقى من المنطقة الساحلية ودمشق والجبال الشرقية اللبنانية، وهنا يكمن السؤال، كيف سيرتد الأمر على خارطة المنطقة سورياً ولبنانياً» ؟.
عشرات الكيلومترات جنوب حلب بيد «جيش الفتح»
وكان جيش الفتح قد سيطر في أقل من أسبوع على عشرات الكيلومترات جنوب حلب، بما يشمل قواعد عسكرية كبيرة تابعة لجيش النظام؛ مثل كلية المدفعية، والمدرسة الفنية الجوية التي مثلت معاقل ضخمة للنظام مليئة بالعتاد والمقاتلين.
واستبقت المعارضة المعركة بتشكيل غرفة عمليات موسعة لتنسيق العمل العسكري بين مختلف الفصائل؛ المحاصرة في حلب والمنضوية في غرفة عمليات فتح حلب وسائر الفصائل خارجها، لتبدأ المعركة من خلال التمهيد على مواقع جيش النظام بالأسلحة الثقيلة، ثم تفجير العربات المفخخة التي يقودها مقاتلون من جبهة فتح الشام، ثم دخول عناصر الاقتحام من جميع الفصائل على أكثر من محور.
وكانت المفاجأة بالتقدم السريع الذي حققه جيش الفتح، حيث تمكن من تجاوز الخطوط الدفاعية الأولى التي حصنها جيش النظام جيدا، في حين بدا سلاح الجو الروسي عاجزا عن فعل أي شيء لإنقاذ جيش النظام والميليشيات الداعمة له.