المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «البوارح» تعاود نشاطها.. وغبارها يخفف حدة أشعة الشمس


سُلاَفْ القَصِيدْ
08 / 06 / 2016, 44 : 03 AM
نشاط للرياح السطحية على الساحل الشرقي اليوم

«البوارح» تعاود نشاطها.. وغبارها يخفف حدة أشعة الشمس


http://m.salyaum.com/media/cache/34/1b/341bf2a7127a6e0dd97fe8ad86acaf28.jpg

خريطة جوية توضح بداية مؤثرات طقسية مرتقبة بشمال وشرق المملكة


عبدالرحمن إدريـس ـ جدة

تنشط الرياح السطحية في الساحل الشرقي اليوم، بسبب التباين في قيم الضغط الجوي، الذي يعد حالة معتادة في مرحلة الدخول الفعلي للصيف.
وتشير التوقعات إلى احتمال اشتداد عصف متواصل للبوارح خلال 72 ساعة، وتتفاوت في مدى قوتها ومساحة انتشارها على أجزاء المنطقة تشمل بعض دول الخليج العربي.
وتكون في اتجاهات شمالية بنوعيها، تثير الاتربة والغبار وتؤدي إلى تدنٍ في مدى الرؤية الافقية بخاصة في الطرق بين المدن والاماكن المكشوفة، وتعمل على حالة من اضطراب البحر بارتفاع الامواج، ويطرأ انخفاض طفيف على درجات الحرارة، بسبب العوالق وذرات الاتربة في الجو التي تخفف (نسبيا)، من حدّة تسلط اشعة الشمس.
وفي المنطقة الوسطى تتحول الرياح خلال الساعات القادمة بإذن الله، إلى شمالية شرقية معتدلة السرعة، ثم تعاود نشاطها غدا الخميس بامتداد لسان البوارح تعيد نشاط الاغبرة، مع استمرار ارتفاع درجة الحرارة.
وفي المناطق الشمالية ما زالت اجواء الغبار حاضرة، مع نشاط قوي وسرعات عالية لرياح متقلبة الاتجاه، مثيرة للأتربة والغبار وتحد من مدى الرؤية الأفقية، وفي الساحل الغربي يستمر الطقس حاراً، عدا المرتفعات الجبلية جنوبا، كما ترتفع مستويات الرطوبة على سواحل البحر الاحمر.
وفي سياق متصل، يوضح الدكتور علي عشقي، استاذ علم البيئة، أن شهر يونيو يمثل بداية اشتداد الحرارة، متوقعا الوصول الى مستويات قياسية في ارتفاع درجات الحرارة صيف هذا العام. وأوضح أن المياه السطحية بالمحيط الهندي وبحر العرب تزداد حرارتها خلال هذا الفصل عادةً الذي يؤثر في منظومة المناخ بشكل عام لفترة تمتد إلى 3 شهور تقريبا.
وقال: ان موسم الرياح الشمالية الحارة (البوارح) يكون غالبا مع بداية الاسبوع الاول من يونيو بإذن الله، وخاصة في المنطقة الشرقية والخليج العربي قد تستمرالى منتصف يوليو، الذي يعرف منتصفه عادة بأشد الارتفاع في مستوى درجة الحرارة والرطوبة.
وأضاف: إن الموجات الغبارية لن تغيب كثيرا عن الصيف لاعتبارات محسوبة في العلاقة بمؤثر منخفض الهند الموسمي، فيما تتباين بين حين وآخر في قوتها ومساراتها، ومن رحمة الله أنها متقطعة، اضافة إلى ان هذه العواصف هي المسببة لحرارة الصيف وليس العكس كما يتردد.
وزاد «عشقي»: إنها جزء من المنظومة المناخية التي تتكرر مثل تعاقب الفصول، وكل هذه الظواهر المناخية لها علاقة وثيقة بكمية الحرارة الساقطة من الشمس، والتي تختلف شدتها حسب بعد الشمس عن أي بقعة على سطح الكرة الأرضية، خلال تعاقب الفصول، وهناك علاقة وثيقة بين العواصف الترابية وشدتها وبين ظاهرة الاحتباس الحراري، وفي جميع الحالات يجب الاستعداد، والاحتياطات الوقائية، خاصة لمن يعانون من أمراض صدرية.
من جهتها، أشارت الدكتورة فاطمة عبدالله الملحم، الأستاذة في طب جامعة الدمام، الى مخاطر التعرض للغـبار، وقالت: إن العواصف الترابية تتكرر سنويا في مثل هذا الوقت، الذي يلفت الى ضرورة عدم تجاهل مصادر الخطر وبالتالي الوقاية.
واكدت ان للتوعية المستمرة دورا في ذلك، خاصة بوجود التساهل وعدم الاهتمام بمدى الخطر وما يترتب عليه من اعراض سلبية، وبالتالي فإن الجهود مطلوبة للانعاش والعناية الفائقة، في مناقشة اسباب تراجع مفعول التوعية، التي فقدت التأثير الايجابي المنشود.
وبرأيها، فإن الاهمال مشترك في جانب الوقاية الصحية، وتتحمل الاسرة والاعلام دوراً أساسيا في ذلك، بحيث يكون الهدف تنمية السلوكيات الايجابية بحرص واهتمام كاملين وباختيار التوجيه ورسائل التوعية وفق ما يناسب طبيعة حياة المجتمع، وبأسلوب يواكب عملية التفاعل المقنع مستوعباً لمتغيرات الزمن والخروج من النمطيات الجامدة بتحديث الاساليب الاتصالية مستفيدة من الاعلام الجديد الذي يوفر الوقت والجهد بشكل كبير.
وبحسب الدكتورة الملحم، فإن الاجواء المغبرة تشكل عدة مخاطر صحية على الصدر والعين والبشرة، والمضاعفات تتكرر صيفا في أعراض متنوعة، فهو موسم غير مستقر بحرارة الجو والعواصف الغبارية، وبالتالي يكون التأثيرالسلبي على الجهاز التنفسي والحساسية بأنواعها، وكما ان الغبار يعد سلة أمراض الصيف، فإن كثافة العوالق الترابية في الجو، تترسب بسرعة كبيرة في الرئتين الى جانب التأثير على مجرى التنفس والعين، وبالتالي حدوث المضاعفات خصوصا لمن لديهم قابلية الإصابة.