سُلاَفْ القَصِيدْ
07 / 11 / 2015, 12 : 11 PM
النظارة السوداء
http://m.3bir.net/files/dba30e1a2b.jpg
في طريقي للمنزل صعدت الحافلة كجميع الموظفات وجلست في مقعدي كالمعتاد وكانت بجانبي تجلس فتاة أراها للمرة الأولى نظرت إليها نظرة استغراب لم يكن بشكلها أو مظهرها شيء مريب ولكن كانت ترتدي نظارة سوداء فاستغربت الأمر وقلت بنفسي لماذا ترتدي هذه النظارة وهي لا تقف بالشمس هي تجلس الآن بالظل ماذا تحاول أن تثبت ربما هي ممن يحبون لفت الانتباه إليهم بتصرفاتهم الغريبة فلا يوجد ما يستوجب لبس نظارة
أخذني التفكير فيها لدقائق ثم انطلقت الحافلة وانشغلت بنفسي ثم انتابني الفضول لمعاودة النظر إليها مرة أخرى ووجدت أنها قد خلعت نظارتها وحلت الصدمة مكان الاستغراب
لم تكن تلك الفتاة الجالسة بجانبي تحاول أن تجذب الانتباه إليها أو تتصرف بغرابة كانت ترتدي تلك النظارة لتخفى وراه عينا أصابها التلف كانت تخفى خلف هذه النظارة حزنا دفين لشعورها بأنها مختلفة عن غيرها فقد كانت لا تستطيع الرؤية بإحدى عينيها نظرت إليها بحزن وتألمت لحالها هي لا تستطع حتى أن إغماض تلك العين التالفة فقلت لنفسي إذا عرف السبب بطل العجب فهي لم تشأ أن ينظر إليها الأخرون نظرة شفقة أو استهجان لمنظرها لذلك كانت تختبئ خلف نظارتها لا أن تكون محط الأنظار
التتفت ونظرت للأسفل فسألت نفسي من منا يرتدي نظارة سوداء أنا أم هي حاولت النظر إليها مجددا ولكنني أغمضت عيني وشعور بالذنب قد انتابني لأنني فكرت فيها بشكل سيء وبنظرة استهجان
لماذا فكرت بهذه الطريقة هل هي نظرة الإنسان السوداوية لكل الأمور؟
أم شعورنا الدائم بأننا الأفضل وغيرنا لا ؟
أم هو تدخلنا في شؤون الآخرين عنوة ودون أي مقدمات ؟
أم هو فضول لمعرفة كل شيء حتى وأن كان الأمر لا يخصنا؟
تدافقت أفكار كثيرة برأسي وحاولت الانشغال بأي شيء حتى لا أعاود النظر إليها مجددا ولكنني لم استطع فنظرت إليها فوجدتها تبتسم وهي تنظر إلي وقد لبست نظارتها من جديد وكأنها عرفت بما كنت أفكر وأجابت على سؤالي لماذا كانت ترتدي النظارة
إلسنا نحن من يلبس نظارة سوداء دون أن نعرف ذلك
فما الذي يحدث أن خلعنا تلك النظارة السوداء تلك النظارة التي نرتديها خفية دون نشعر ونرى الأمور ونفسرها كما تشتهي أهواءنا
لن يحدث شيء سوى أننا سنحسن الظن بالأخرين وندع الخلق للخالق وتبقى قلوبنا نقية لا تتلطخ بالسواد أو الشك وسوء الظن بالآخرين
فلو خلعنا تلك النظارة السوداء التي نرتديها سنرى الحياة بشكل أجمل وتستقم حياتنا وحياة غيرنا
لننظر دائما بشكل إيجابي للأمور وتصرفات الآخرين وننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس دائما لنشعر بقيمة من حولنا وقيمة الحياة
http://m.3bir.net/files/dba30e1a2b.jpg
في طريقي للمنزل صعدت الحافلة كجميع الموظفات وجلست في مقعدي كالمعتاد وكانت بجانبي تجلس فتاة أراها للمرة الأولى نظرت إليها نظرة استغراب لم يكن بشكلها أو مظهرها شيء مريب ولكن كانت ترتدي نظارة سوداء فاستغربت الأمر وقلت بنفسي لماذا ترتدي هذه النظارة وهي لا تقف بالشمس هي تجلس الآن بالظل ماذا تحاول أن تثبت ربما هي ممن يحبون لفت الانتباه إليهم بتصرفاتهم الغريبة فلا يوجد ما يستوجب لبس نظارة
أخذني التفكير فيها لدقائق ثم انطلقت الحافلة وانشغلت بنفسي ثم انتابني الفضول لمعاودة النظر إليها مرة أخرى ووجدت أنها قد خلعت نظارتها وحلت الصدمة مكان الاستغراب
لم تكن تلك الفتاة الجالسة بجانبي تحاول أن تجذب الانتباه إليها أو تتصرف بغرابة كانت ترتدي تلك النظارة لتخفى وراه عينا أصابها التلف كانت تخفى خلف هذه النظارة حزنا دفين لشعورها بأنها مختلفة عن غيرها فقد كانت لا تستطيع الرؤية بإحدى عينيها نظرت إليها بحزن وتألمت لحالها هي لا تستطع حتى أن إغماض تلك العين التالفة فقلت لنفسي إذا عرف السبب بطل العجب فهي لم تشأ أن ينظر إليها الأخرون نظرة شفقة أو استهجان لمنظرها لذلك كانت تختبئ خلف نظارتها لا أن تكون محط الأنظار
التتفت ونظرت للأسفل فسألت نفسي من منا يرتدي نظارة سوداء أنا أم هي حاولت النظر إليها مجددا ولكنني أغمضت عيني وشعور بالذنب قد انتابني لأنني فكرت فيها بشكل سيء وبنظرة استهجان
لماذا فكرت بهذه الطريقة هل هي نظرة الإنسان السوداوية لكل الأمور؟
أم شعورنا الدائم بأننا الأفضل وغيرنا لا ؟
أم هو تدخلنا في شؤون الآخرين عنوة ودون أي مقدمات ؟
أم هو فضول لمعرفة كل شيء حتى وأن كان الأمر لا يخصنا؟
تدافقت أفكار كثيرة برأسي وحاولت الانشغال بأي شيء حتى لا أعاود النظر إليها مجددا ولكنني لم استطع فنظرت إليها فوجدتها تبتسم وهي تنظر إلي وقد لبست نظارتها من جديد وكأنها عرفت بما كنت أفكر وأجابت على سؤالي لماذا كانت ترتدي النظارة
إلسنا نحن من يلبس نظارة سوداء دون أن نعرف ذلك
فما الذي يحدث أن خلعنا تلك النظارة السوداء تلك النظارة التي نرتديها خفية دون نشعر ونرى الأمور ونفسرها كما تشتهي أهواءنا
لن يحدث شيء سوى أننا سنحسن الظن بالأخرين وندع الخلق للخالق وتبقى قلوبنا نقية لا تتلطخ بالسواد أو الشك وسوء الظن بالآخرين
فلو خلعنا تلك النظارة السوداء التي نرتديها سنرى الحياة بشكل أجمل وتستقم حياتنا وحياة غيرنا
لننظر دائما بشكل إيجابي للأمور وتصرفات الآخرين وننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس دائما لنشعر بقيمة من حولنا وقيمة الحياة