المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدعـــــــاء بين المنع والعطــــــاء


سُلاَفْ القَصِيدْ
26 / 10 / 2015, 04 : 01 AM
http://www.islam2you.com/forums/islam2youup/Allah/salam34.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يدعو ليس بإثم ولا بقطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها " . قالوا : إذن نكثر . قال : " الله أكثر " . حديث حسن صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم : " إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه " . صحيح الترمذي والجامع .

للدعاء شروط وآداب لابد من مراعاتها والتأدب بها عند التوجه إلى الله سبحانه وتعالى الذي إن أعطى وأجاب فهو كريم ، وإن منع فهو كريم رحيم .

الدعاء كله عباده وينقسم إلى قسمين :
الأول : هو دعاء العبادة والثناء على الله تعالى ، مثل ( الحمد لله رب العالمين ) الفاتحه
( سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً ) الإسراء

والثاني : هو دعاء المسألة والطلب ، وهو دعاء وسؤال وطلب العبد من ربه ، ما ينفعه في دنياه وآخرته نحو ( اهدنا الصراط المستقيم ) الفاتحه . و ( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) البقرة .

وقد قال المفسرون مثل الطبري وغيره عند تفسيرهم قول الله تعالى : ( دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) يونس .
إن التسبيح والحمد والتهليل دعاء .

اسباب إجابة الدعاء

وهناك شروطاً وآداباً للدعاء ، وهي أسباب للإجابة ، على رأسها الإخلاص لله تعالى ، وأن يبدأ العبد بحمد الله والثناء عليه ، ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فعن فضالة ابن عبيد قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد ، إذ دخل رجل فصلّى فقال : اللهم اغفر لي وارحمني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجلت أيها المصلي ، إذا صليت فقعدت ، فاحمد الله بما هو أهله وصلّ عليّ ثم ادعُه " . ثم صلى رجل آخر بعد ذلك ، فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أيها المصلّي ادعُ تُجب " صحيح الترمذي .

ان الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة من أسباب إدراكها ، فقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وإذا دعا أحدكم فاليعزم المسألة ولا يقولن اللهم إن شئت فاعطني ، فإنه لامستكره له " رواه احمد والبخاري ومسلم وغيرهم .

ومما ورد عن حضور القلب في الدعاء ، ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادعوا الله وأنتم موقنون الإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافلٍ لاهٍ " صحيح الترمذي .

ويعتبر الاعتراف بالذنب والاستغفار منه ، والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها ، من أسباب الإجابة كذلك ، لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث شداد بن أوس رضي الله عنه : " سيد الاستغفار أن يقول العبد ، اللهم انت ربي ، لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . من قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يُمسي فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يُصبح فهو من أهل الجنة " رواه البخاري .

ومن جملة تلك الأسباب أيضاً ، الدعاء في الرخاء والشدّة وتحرّي أماكن وأوقات الإجابة ، وخفض الصوت بالدعاء بين المخافته والجهر ، وعدم تكلّف السجع في الدعاء مع التضرع والخشوع والرغبة والرهبة ، ومنها كذلك رد المظالم مع التوبة ، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يمد يديه إلى السماء ، يقول يا رب يا رب ، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغّذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟

أسباب رد الدعاء وعدم إجابته

وهي عكس أسباب إجابة الدعاء ومنها الاستعجال في إجابة الدعاء ، أكل الحرام ، قلّة الجزم في الدعاء والاعتداء فيه ، كذلك ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وضعف اليقين بالله واستيلاء الغفلة واستحكام الشهوة وهوى النفس ، وكثرة الذنوب والمعاصي .

وقد لا يُجاب الدعاء لحكمة إلهية ، وذلك بأن يصرف الله تعالى عن الداعي من السوء مثل دعوته ، أو أن يدخر له الأجر مثلها ، أو حتى يستمر الداعي على دعائه لربه ، فيزداد أجره وثوابه ، أو لامتحان إيمان الداعي ، وابتلاء صدقه ويقينه ، إلى غير ذلك من الحِكم العظيمة ، التي لا يدرك حقيقتها إلا الله عز وجل .

إن استجابة الدعاء دليل على صلاح المرء وتقواه ، ولكنها أحيانا لا تدل على ذلك ، فقد تكون استدراجاً أو لحكمة كما قال تعالى : ( أفرأيت الذي كفر بآياتنا ، وقال لأوتين مالا وولداً أطّلع الغيب أم اتّخذ عند الرحمن عهدا ، كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مداً ، ونرثه ما يقول ويأتينا فردا ) مريم .
ومن قبل استجاب الله تعالى دعاء الشيطان ، قال تعالى في حق إبليس ( قال رب فانظرني إلى يوم يُبعثون ، قال فإنك من المنظرين ، إلى يوم الوقت المعلوم ) الحجر
فلكون الله تعالى أجاب سؤال إبليس وأنظره إلى يوم القيامة ليس ذلك إكراما لإبليس بل إهانة له ليزداد إثما فتعظم عقوبته ويتضاعف شقاؤه وعذابه .
كذلك عدم استجابة الدعاء لا يدل على فساد لداعٍ في كل الأحوال فهناك سؤال منعه الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وهو اتقى الخلق لله .
قال صلى الله عليه وسلم :" سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسّنة فأعطانيها ، وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها ، وسألت ربي ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها " رواه مسلم
فالله عز وجل منع نبيه صلى الله عليه وسلم الدعوة الثالثة وليس ذلك دليلا على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا مكانة له عند ربه أو أنه غير مستجاب الدعوة بل هو اتقى البشر ودعاؤه مستجاب ولكن الله تعالى منعه تلك الدعوة لحكم عظيمة ، منها أن يُعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شئ وأن الأمر كله لله بيده الضر والنفع والعطاء والمنع .
ومنها أن هذه الأمة تعصي الله تعالى والله عز وجل يقول { ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يُجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا } النساء
فإذا عصت عوقبت لتثوب إلى رشدها وتُنيب إلى ربها فتستقيم أحوالها وتصلح أمورها فتسعد وتفلح وهذا من رحمة الله بها إذ يؤدبها بهذه العقوبات ثم من رحمته بها أن الله تعالى لا يعاقبها عقوبة استئصال بحيث لا تُستأصل جميعها كما حصل ذلك للأمم السابقة كعاد وثمود .

يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ، اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا وتقبل منا وادخلنا الجنة ونجنا من النار وأصلح شأننا كله اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تُهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا اللهم آمين اللهم آمين .
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1350952874_825.gif

غريب ديرة
26 / 10 / 2015, 28 : 07 AM
اللهم آمين
شكرا لك والله يسعدك يارب

أريًجْ آلأزْهًآرْ
26 / 10 / 2015, 54 : 08 AM
شكرا لك

كلاش تمير
26 / 10 / 2015, 05 : 09 AM
اللهم امين
بارك الله لك