المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ


سُلاَفْ القَصِيدْ
03 / 10 / 2015, 57 : 02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

" وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ"
سبحان الله وما توفقي إلا بالله


معنى التوفيق :

هو النجاح في المسعى والرشاد في الفكر والعمل ، ولا يأتي النجاح في العمل إلا بتوفيق من الله، وتوفيق الله للعبد هو سد طريق الشر وتسهيل طريق الخير وأن تأتي نتائج عمله موافقة لمراده " وما توفيقي إلا بالله "
ولكن التوفيق في مفهوم الناس هو الوصول إلى ما تتمناه نفوسهم من خير عاجل ومكسب دنيوي دون النظر إلى مشروعية العمل ، وهذا تفسير خاطئ وقع فيه كثير من الناس حيث ظنوا أنَّ مَنْ رُزِقَ مالاً، أو منصبًا، أو جاهًا، أو غير ذلك من الأمور الدنيوية بشئ من الحيل والوساطة أو الرشوة أنه قد وفق، والأمر ليس كذلك، فإنَّ الدنيا يعطيها الله لمَنْ يُحِبّ وَمَنْ لا يُحِبّ، .. ولكن التوفيق الصحيح والصواب أن الموفَّقَ هو الذي إذا أُعْطِيَ منصبًا، أو جاهًا، استعمله في مرضاة ربِّه، ونصرة دينه، ونفع إخوانه، وإن رزق مالاً أخذه من حلِّه وصرفه في طاعة ربّه، فإن من حكمة الله تعالى أنْ يَبْتَلِيَ عِبادَهُ، فالموفق منهم هو الذي إذا أعطي شكر، والمخذول هو الذي إذا أُعْطِيَ طَغَى وَكَفَرَ،
قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7..



كثيرا ما نرى أنفسنا نجر إلى الخيرات بدون أن نلقي لذلك بالا. تصبح الصالحات علينا يسيرة وفي كثير من الأحيان حتى الصلاة نستثقلها ولا ندري بأي سورة صلينا فلا خشوع ولا ركوع, حق الركوع..صدقا لو رأنا حبيبنا المصطفى- صلى الله عليه وسلم- في تلكم الحال لقال لنا ارجعوا فصلوا فإنكم لم تصلوا .
لماذا هذا التدبدب في العبادة؟ بل لماذا تارة هكذا وتارة هكذا ؟
إنه توفيق الله -عز وجل- لا غِنَى للعبد عنه، لا في الدنيا ولا في الآخرة، فمن وَفَّقَهُ الله لتزكية نَفْسِه فَقَدْ أفلح وفاز، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى} [الأعلى: 14]
وأعلى مراتب توفيق الله لعَبْدِهِ أن يحبب إليه الإيمان والطاعة، ويُكَرِّهَ إليه الكفر والمعصية، وهي المرتبة التي نالها أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وامتن الله بها عليهم في قوله تعالى:
{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: 7].


التوفيق هداية من الله
ممكن أن نكون من أهل الشهوات ممكن أن نكون من المنهمكين في بحر الفتن ولا نحمل هماّ ولا يضرنا من ضل إذا اهتدينا من يقذف في القلوب هم الرسالة؟؟ من يصطفي لهذه الأمة من يجدد لها دينها ؟؟
إنّه سبحانه سبحانه
وانظروا إلى حديث قدسي عن ابن القيم - رحمه الله -: "يخاطب اللهُ - جل وعلا - عباده المُؤْمِنِين، فيقول: لولا توفيقي لَكُمْ لما أَذْعَنَتْ نُفُوسُكمْ لِلإيمان، فلم يكن الإيمان بمشورتكم وتوفيق أنفسكم، ولكني حببته إليكم وزينته في قلوبكم، وكرَّهت إليكم ضده الكفر والفسوق"

قال تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [القصص: 56]
وهذه الهداية المذكورة في الآية هي التي يُسَمِّيها العلماء هداية التوفيق، قال شعيب - عليه السَّلام -: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88].
قال ابنُ القيّم - رحمه الله -: "أجمع العارفون بالله أنَّ التوفيق هو أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يُخْلِيَ بينك وبين نفسك".







ختامه مسك
وهذا التوفيق أن يوفق الله العبد في آخر حياته لعمل صالح يموت عليه فيختم الله به أعماله.
فكم من أناس عاشوا حياتهم لله وكانت خاتمتهم سوءا نسأل الله السلامة وأن لا يجعل في قلوبنا ذرة نفاق
ولكن حب الناس للدنيا هو الذي جعل تفكيرهم محصور في مكاسبها وزخارفها ، ونسوا أن المكاسب الثمينة والكنوز القيمة التي يجنيها الإنسان بعمله في طاعة الله وسوف تنفعه يوم لا ينفع مال ولا بنون ، فهذا هو التوفيق الصحيح .. والغريب أن جميعنا يعرف هذه المعاني ولكننا نتغافل عنها بسبب حبنا للدنيا واهتمامنا بها وتنزيلها قبل منزلة الآخرة


المداومة على أعمال قليلة
وكذلك أن يوفق الله العبد لعمل قليلٍ أجرُه عند الله كثيرٌ،
فعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: "أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- رجلٌ مقنع بالحديد"، فقال: "يا رسول الله، أقاتل أو أسلم؟" قال أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ)) فأسلم ثم قاتل فقُتل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: ((عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيرًا))
فمن وفقه الله جعله يتوكل عليه وجعله ينيب إليه نعم يسرع في العودة إليه فطوبى لمن اختارهم الله فأصبح سمعهم التي يسمعون بها وأذنهم التي يبصرون بها...
التوفيق من الأمور التي لا تُطْلَبُ إلا من الله، إذ لا يقدر عليه إلا هو سبحانه وتعالى.
، فالإنسان الموفق هو الذي يسعى لخيري الدنيا والآخرة
جعلنا الله من الموفقين في جميع أعمالنا لخيري الدنيا والآخرة
اللهم اخترنا أرجوك ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
اللهم إن أوكلتنا إلى أنفسنا أوكلتنا إلى ضعف وهوان وذنب وخطيئة.

جروح الوفا*
03 / 10 / 2015, 58 : 08 AM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

غريب ديرة
04 / 10 / 2015, 46 : 08 AM
الله يعافيك ولا يحرمك الاجر يارب