سُلاَفْ القَصِيدْ
30 / 08 / 2015, 32 : 02 AM
مظاهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم حفلت بها سيرته وحياته ، وامتلأت بها سنته ، فرحم الصغير
والكبير والقريب والبعيد ، والمرأة والضعيف ، واليتيم والفقير، والعمال والخدم، وجاء بشريعة كلها
خير وعدل ورحمة للعباد ، قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } (الأنبياء:107)
ومن مواطن ومظاهر الرحمة إحسان معاملة الخدم وإعطاؤهم حقوقهم ، وكانت سيرته وسنته صلى الله عليه وسلم
خير شاهد على معاملتهم معاملة إنسانيَة كريمة ، والشفقة عليهم ، والبر بهم ، وعدم تكليفهم
ما لا يطيقون من الأعمال ، والتواضع معهم ، بل جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم إخوانا لمن يعملون عندهم
فقال صلى الله عليه وسلم : (..إخوانكم خَوَلُكم (خدمكم) جعلهم الله تحت أيديكم ..)(البخاري)
وحقوق الخدم والعمال في سنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ، منها :
المسارعة في إعطائهم أجرهم :
ألزم النبي صلى الله عليه وسلم صاحب العمل أن يُوَفِّيَ العامل والخادم أجره المكافئ لجُهده دون ظلم أو تأخير ..
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه )(ابن ماجه) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة :
رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ، ولم يعطه أجره )(البخاري) .
الحذر من إيذائهم :
حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من إهانتهم أو ضربهم ، أو الدعاء عليهم ، فعن أبى مسعود الأنصاري
رضي الله عنه قال : ( كنت أضرب غلاما لي ، فسمعت مِنْ خلفي صوتا : اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه ..
فالتفتُ فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلتُ : يا رسول الله هو حر لوجه الله
فقال صلى الله عليه وسلم : أما لو لم تفعل للفحتك النار ـ أو لمستك النار )(مسلم) .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تَدْعُوا على أنفسكم
ولا تَدْعُوا على أولادكم ولا تَدْعُوا على خَدَمكم ، ولا تَدْعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله
تبارك وتعالى ساعة يُسْألُ فيها عطاء فيستجيب لكم )(أبو داود).
الشفقة بهم :
من حقوق الخدم والعمال في سنة النبي صلى الله عليه وسلم عدم تكليفهم ما لا يطيقون من العمل
والشفقة بهم ، بل والإنفاق والتصدق عليهم ، ومساعدتهم فيما يكلفون من أعمال ..
عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (..إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم
فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم )(البخاري).
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : ( أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة ، فقال رجل : عندي دينار ؟
قال : أنفقه على نفسك ، قال : عندي آخر ؟ ، قال : أنفقه على زوجتك ، قال : عندي آخر ؟
قال : أنفقه على خادمك ، قال : إن عندي آخر ، قال أنت أبصر..)(ابن حبان).
وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في التواضع معهم ، فقد روى البخاري في الأدب المفرد والبيهقي في شعب الإيمان
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما استكبر من أكل معه خادمه ..)
العفو :
مع ما قد يحصل من الخدم من بعض المخالفات والأمور التي يستحق بعضهم أن يعاقب عليها
كان شأنه وهديه صلى الله عليه وسلم العفو والتجاوز .. فعن العباس بن جليد الحجري قال :
سمعت عبد الله بن عمرو يقول : (جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله : كم نعفو عن الخادم؟
فصمت ، ثم أعاد عليه الكلام فصمت ، فلما كان في الثالثة قال : اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة )(أبو داود).
ومعلوم أن حياة نبينا صلى الله عليه وسلم كانت تطبيقاً لأقواله ، ومن ثم فإن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- تصف حاله
مع خادمه فتقول : ( ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قَطْ بيده ، ولا امرأة ، ولا خادما ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ..)(مسلم).
وشهادة الخادم عن سيده صادقة ودقيقة ، وخاصة من رجل كأنس رضي الله عنه ، الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم
ونقل عنه آلاف الأحاديث ، وكان معه كظله ، فما رأى منه إلا حسن المعاملة والحلم والرفق ..
عن أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس خُلُقاً ، فأرسلني يوماً لحاجة
فقلت : والله لا أذهب ، وفى نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله - صلى الله عليه وسلم -
قال : فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم
قابض بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك ، فقال : يا أنيس اذهب حيث أمرتك ، قلت : نعم أنا أذهب يا رسول الله ..)(أبو داود).
وعن ثابت عن أنس قال : ( خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين بالمدينة وأنا غلام، ليس كل أمري
كما يشتهى صاحبي أن أكون عليه ، ما قال لي فيها أف قط ، وما قال لي لم فعلتَ هذا ، أو ألَّا فعلت هذا )(أبو داود)..
وقد امتد اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالخدم لتشمل غير المؤمنين به
كما فعل مع الغلام اليهودي الذي كان يعمل عنده خادماً .
عن زيد عن ثابت عن أنس : قال : ( كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه يعوده
فقعد عند رأسه فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال : أطع أبا القاسم ، فأسلم
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار )(البخاري) ..
لقد أصَّل النبي صلى الله عليه وسلم للعمال والخدم من الحقوق ، وشرع لهم من الآداب ما يتناسب مع إنسانيتهم
والرحمة بهم ، في زمنٍ لم يكن يعرف غير الظلم والقهر ، ولا شك أنه كلما سعى المخدوم في تحقيقها نال مراده
من العامل أو الخادم على أكمل وجه ، فراحة الخادم والمخدوم بل والبشرية جمعاء
في اتباع أوامر وهدي النبي صلى الله عليه وسلم ـ
والكبير والقريب والبعيد ، والمرأة والضعيف ، واليتيم والفقير، والعمال والخدم، وجاء بشريعة كلها
خير وعدل ورحمة للعباد ، قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } (الأنبياء:107)
ومن مواطن ومظاهر الرحمة إحسان معاملة الخدم وإعطاؤهم حقوقهم ، وكانت سيرته وسنته صلى الله عليه وسلم
خير شاهد على معاملتهم معاملة إنسانيَة كريمة ، والشفقة عليهم ، والبر بهم ، وعدم تكليفهم
ما لا يطيقون من الأعمال ، والتواضع معهم ، بل جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم إخوانا لمن يعملون عندهم
فقال صلى الله عليه وسلم : (..إخوانكم خَوَلُكم (خدمكم) جعلهم الله تحت أيديكم ..)(البخاري)
وحقوق الخدم والعمال في سنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ، منها :
المسارعة في إعطائهم أجرهم :
ألزم النبي صلى الله عليه وسلم صاحب العمل أن يُوَفِّيَ العامل والخادم أجره المكافئ لجُهده دون ظلم أو تأخير ..
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه )(ابن ماجه) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة :
رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ، ولم يعطه أجره )(البخاري) .
الحذر من إيذائهم :
حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من إهانتهم أو ضربهم ، أو الدعاء عليهم ، فعن أبى مسعود الأنصاري
رضي الله عنه قال : ( كنت أضرب غلاما لي ، فسمعت مِنْ خلفي صوتا : اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه ..
فالتفتُ فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلتُ : يا رسول الله هو حر لوجه الله
فقال صلى الله عليه وسلم : أما لو لم تفعل للفحتك النار ـ أو لمستك النار )(مسلم) .
وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تَدْعُوا على أنفسكم
ولا تَدْعُوا على أولادكم ولا تَدْعُوا على خَدَمكم ، ولا تَدْعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله
تبارك وتعالى ساعة يُسْألُ فيها عطاء فيستجيب لكم )(أبو داود).
الشفقة بهم :
من حقوق الخدم والعمال في سنة النبي صلى الله عليه وسلم عدم تكليفهم ما لا يطيقون من العمل
والشفقة بهم ، بل والإنفاق والتصدق عليهم ، ومساعدتهم فيما يكلفون من أعمال ..
عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (..إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم
فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم )(البخاري).
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : ( أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة ، فقال رجل : عندي دينار ؟
قال : أنفقه على نفسك ، قال : عندي آخر ؟ ، قال : أنفقه على زوجتك ، قال : عندي آخر ؟
قال : أنفقه على خادمك ، قال : إن عندي آخر ، قال أنت أبصر..)(ابن حبان).
وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في التواضع معهم ، فقد روى البخاري في الأدب المفرد والبيهقي في شعب الإيمان
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما استكبر من أكل معه خادمه ..)
العفو :
مع ما قد يحصل من الخدم من بعض المخالفات والأمور التي يستحق بعضهم أن يعاقب عليها
كان شأنه وهديه صلى الله عليه وسلم العفو والتجاوز .. فعن العباس بن جليد الحجري قال :
سمعت عبد الله بن عمرو يقول : (جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله : كم نعفو عن الخادم؟
فصمت ، ثم أعاد عليه الكلام فصمت ، فلما كان في الثالثة قال : اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة )(أبو داود).
ومعلوم أن حياة نبينا صلى الله عليه وسلم كانت تطبيقاً لأقواله ، ومن ثم فإن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها- تصف حاله
مع خادمه فتقول : ( ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قَطْ بيده ، ولا امرأة ، ولا خادما ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ..)(مسلم).
وشهادة الخادم عن سيده صادقة ودقيقة ، وخاصة من رجل كأنس رضي الله عنه ، الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم
ونقل عنه آلاف الأحاديث ، وكان معه كظله ، فما رأى منه إلا حسن المعاملة والحلم والرفق ..
عن أنس رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس خُلُقاً ، فأرسلني يوماً لحاجة
فقلت : والله لا أذهب ، وفى نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله - صلى الله عليه وسلم -
قال : فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم
قابض بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك ، فقال : يا أنيس اذهب حيث أمرتك ، قلت : نعم أنا أذهب يا رسول الله ..)(أبو داود).
وعن ثابت عن أنس قال : ( خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين بالمدينة وأنا غلام، ليس كل أمري
كما يشتهى صاحبي أن أكون عليه ، ما قال لي فيها أف قط ، وما قال لي لم فعلتَ هذا ، أو ألَّا فعلت هذا )(أبو داود)..
وقد امتد اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالخدم لتشمل غير المؤمنين به
كما فعل مع الغلام اليهودي الذي كان يعمل عنده خادماً .
عن زيد عن ثابت عن أنس : قال : ( كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه يعوده
فقعد عند رأسه فقال له : أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال : أطع أبا القاسم ، فأسلم
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار )(البخاري) ..
لقد أصَّل النبي صلى الله عليه وسلم للعمال والخدم من الحقوق ، وشرع لهم من الآداب ما يتناسب مع إنسانيتهم
والرحمة بهم ، في زمنٍ لم يكن يعرف غير الظلم والقهر ، ولا شك أنه كلما سعى المخدوم في تحقيقها نال مراده
من العامل أو الخادم على أكمل وجه ، فراحة الخادم والمخدوم بل والبشرية جمعاء
في اتباع أوامر وهدي النبي صلى الله عليه وسلم ـ