تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : على*صَدَفةِ*الذاكرةِ


سُلاَفْ القَصِيدْ
06 / 05 / 2015, 00 : 02 AM
*

*

على*صَدَفةِ*الذاكرةِ*نقوش لـن تموتْ و إنْ كُسِرَتْ*،
و أيامٌ لنْ تنتشي ساعاتهـا و الدقائقْ*
و إن نسِيتَ بأيّ وجه بَدأتَ بِهِ صباحاتهـا*..*


و قفزت لِذاكرتي عبراتُ يومٍ حزين*،*
ليسَ لأنني كُنت حزينة يومها بـلْ لأن الحٌزن*
توقّف عن مُداعباتهِ السخيفة*
و أسكنني طياتّه دون ان يُميتني فيها*.
أذكر حينَ دخلتُ يومها*:
عبقٌ يجتاحُ روحَ هذا المكان*..



"*أَهو الألم ؟ أم فرحـة ُ موتِ الألم .. أو موتُ الإحساسِ بِالألمْ ؟*"
سجادة رسَم الزمنُ عليها لوحاتاً مِن المعصية و طلاسيم اهتراءٍ عتيقة ..



مَكتبٌ يبوح ألماً مِن ذكريات الشقاء التي ﻻ تهدأ ذِكراً ..*
دستة مِن اﻷوراقُ المُهشمة تبكي متوسلة :
"*أعيدوا إليّ روحي أو احرقوني في مأدبةِ الزمن الشريف ..*"



و قَلمٌ أسود تعترشُ أطرافهُ حوافٌ مِن ذهبٍ آسر ،*
لكنَ حِبره قُتل هجراً و غياباً و جفىً طاغِ ،*
يقبعُ قُرب مِحفظة بُنية جَوفاء إﻻ مِن غبار
و على سنهِ المُدببة بقايا دموعُ مفقودة مُنذ زمِن بعيد
"*لم تَجُفَ بعد و لَم يُنتهى مِن ذرفها بعد ..*"



و بقايا صورٍ غادر أصحابُها الحياة مُنذ زمن بعيد "*
سكنوا التراب و*"نبتَ الربيعُ على دُمنتهم"*،
ﻻ أدري أيّ دربٍ قد سلكوا ؟
يبدو مِن ملامِح و تضاريس مُحياهم أن الذل قد سكنَ طويلاً بينَ حناياهُم ،
"*اعتادوا لُقمة المُر و شرابِ الحنظل*،
يُرددون البسمات كـ نشيد وطني يوميّ*
فقط لـ يعيشوا يوماً آخر*و يقتربوا مِن ساعة المَوتِ أكثر ..*"
الحُزن الشديد قَد يُميت سرعة الوقتِ البطيء*..
يحتاجون للقُرب للدنو مِن الفناء..*~



البرواز اﻷخير احتضن في رحمه تصويرٍ لِملاك بشري ..*
"*شعرٌ أشعثُ بشكل جذاب ، أنفٌ دقيق و فمُ مُمتلىء لذيذ*"
روحٌ لَم تُغادر الـ سبعة أعوام استحلت لقب الملاك ،
آمنتُ بـ عُذريتهِ بـ روحهِ الفريدة عَن أُسرتهِ الواجمة ..*
لكنني بِـ تمعنٍ غير مُتعمد لَحِظتُ تشابه القرائح ..



"*كُلها -البراويز- تحمل ذات الطابعِ الحزين المُشفق على نفسِه و يأسِه و بُعد فناءه*"
حتى ملاكي الرَحيم ..*
أعمتني نظرتهُ المُشاغبة عَن عبراتِ الحُزن الساكنة*
بِعمق تفاصيله وانحناءات بَسمتهِ المُصطنعة*
"*كَـ سارقٍ ينظرُ لـَ عينيك و بِيدهِ مسروقَك و يُقسم بِالله أنه ما سرقَ مِنك شيئاً ..*"
إنهُ طِفل حزين ما عاشَ كـ اﻷطفال ! ..



انتهيتُ مِن تِلك الرسومات اﻹنسانية
و ما ارتشفتهُ مِن أسىً كان كافٍ ليجعلني أموتُ حُزناً ..*
"*لكن عَيش اﻷحزان لذيذ غريبُ يرفعك بعيداً فـ تستطعِمُ معاناة البائسين*
و أنّاتِ المُقتاتين على فرحِ الزهور و ألوان قوس قزح وهمي ..*"
الجُدران إنها تحتبسُ هذا الأسى كُله !



خَشيتُ أن تزفر فأنتهي مِن الوجود*..
هُناكَ سريرٌ بعيد وحيد ..*
يبدو أنَ آخر من احتضنه شخص بائسٌ مريض ..



يُناظر السقف بِـ شحوب و عينين باردتين ﻻ تهتدي لِـ درب آخر غير بُقعة وحيدة مِن السقف ..*
تنتظر الموتَ ما عادَ يُضنيها المَرض .. تآكلت روحها و بقي جزءٌ مُعذب*
"*بـِ انتظار زفرة الولوج مِن الجسد و اﻻلتقاءِ بِـ السماء بعيداً عَن اﻷرض ..*"



و تترك الجسد بالٍ لِلتراب يقتاتُ مِنه دود اﻷرض
و يستحيلُ الباقي مِنه لِـ ثروة أرضية ..
السريرُ رَغم بياضهِ إﻻ أنهُ مُعتم ﻻ نورَ فيه !*
وسادتهُ بالية مِن الدمع البليد و الدِثار مجعدٌ لِـ حد القَهر ..
رُغم اﻷلَم الذي حَملتهُ صورة السرير إﻻ أن وِقاره لَم يحتمِل التغيير*
فَلم تَجرؤ يداي و لَم أبسُط الدثار و أفّك تعقيداتهِ المُلمة ..




بَل احترمتُ رغبته و أبقيتُ له ماء وجهه و الوقار الدفين ..
يبدو أن مَعالم الحُزن قد انجلت ..*
عِشتها و لَم أذر مِنها فرداً ..*
مضيتُ لِلباب و كانَ اﻷكثرُ أسىً مِن بينهم ..*
ملِكُ الآﻻم و باسُط الذراعِ و هادىء السريرة على عرشِ اﻷحزان ..


*
التحمت يداي بِـ مسكتهِ الدافئة*
"*بِـ*لطف أوصدتهُ و رحلتُ بعيداً*
و الحيرة تُلقي بِـ شباكها
و أسأَل هلَ مِن مرارةِ أكبر و حُزن أعظم ؟ نَعم*.. !"



*
مماراق لي

كلاش تمير
06 / 05 / 2015, 06 : 07 AM
كلام جميل
يعطيك العافيه على الاختيار

غريب ديرة
06 / 05 / 2015, 08 : 08 AM
شكرا لك ، وسلمت الأيادي

دمتم بخير يارب ،،

سُلاَفْ القَصِيدْ
09 / 05 / 2015, 36 : 03 PM
الله يسعدكم ع تواجدكم الرائع
لاخلا ولاعدم ..