سُلاَفْ القَصِيدْ
25 / 04 / 2015, 22 : 03 AM
الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المنزه عن كل نقص، والموصوف بكل كمال، والمحمود في كل الظروف والأحوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الإنسان ، علمه البيان ، ونهاه عن ايذاء جميع المخلوقات من نبات أوجماد أو إنس أوجان .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أمرنا باجتناب السب والشتم واللعن وبذاءة اللسان، فاللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. واجعلنا منهم واحشرنا في زمرتهم يارب العالمين .أما بعد :
أيها المومنون والمومنات ، اتقوا الله ربكم واحمدوه واشكروه على أن هداكم للإيمان وجعلكم من أمة الإسلام أمة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
أيها الإخوة والأخوات ، موضوع خطبتنا لهذا اليوم ،موضوع خطير لأنه يتعلق بمصير العبد عند الله سبحانه و تعالى , يتعلق إما بدخوله الجنة أو بدخوله النار.القضية ،أخي المسلم، تخص اللسان. اللسان الذي به يدخل الانسان إلى الاسلام و به يخرج من الدين . هذا اللسان خطر، و من خطورته أنه في كل صباح ،الأعضاء في الجسم كلها تناديه وتقول له " ياهذا ،اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن إستقمت استقمنا و إن اعوججت إعوججنا " من الذي يقول هذا الكلام ؟ كل الاعضاء , قال تعالى : " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "كل كلمة ينطقها اللسان و كل لفظة يتلفظ بها الإنسان تسجل في الديوان ،إما له وإما عليه ،كل شئ ،الصغير والكبير ،النقير والقطمير" وكل شئ أحصيناه في إمام مبين"
أيها الإخوة المسلمون: نتكلم اليوم عن ظاهرة اجتماعية فَشَتْ في أوساط كثير من المسلمين، آفة عظيمة نشأ عليها الصغير، ودرج عليها الكبير، وتساهل بها كثير من الآباء والأبناء، الرجال والنساء، الشباب والفتيات. آفة عظيمة تغضب الرب جل وعلا، وتخرج العبد من ديوان الصالحين، وتدخله في زمرة العصاة الفاسقين.. إن هذه الظاهرة هي ظاهرة السب واللعن والفحش وبذاءة اللسان.. فتجد الوالد يسب أبناءه ويلعنهم، والأم كذلك تفعل، تسب أبناءها وتلعنهم. ولا يدريان أن ذلك من كبائر الذنوب وعظائم الآثام. وتجد الصديق يسب ويلعن صديقه، فيرد عليه بسب أمه وأبيه. حتى الطفل الصغير تجده قد تعود على السباب واللعائن للآخرين، وربما فعل ذلك بأبيه وأمه وهما ينظران إليه فرحين مسرورين..
أخي المسلم ، اضبط لسانك ، ولا تعوده السب واللعن.فإنك إذا سببت أو لعنت مسلماً فقد آذيته، والله تعالى يقول:" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا "
تخلق بأخلاق دين الاسلام العظيم. عود لسانك على الكلام الطيب , الكلام الحسن الكلام النافع , الذي يحقق الخير , ويهدف للخير , فلسان المسلم المهذب لا يتفوه إلا بكلام طيب ينفع ويفيد , قال الله تعالى آمرا عباده المؤمنين: "وقولوا للناس حسنا" وقال جل جلاله" وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا"
المؤمنون لا يتلاعنون ولا يتشاتمون, أما غير المؤمنين , فأخلاقهم السباب فيما بينهم والكلام القبيح فيما بينهم في الدنيا ، وهذا خلقهم يوم القيامة قال الله تعالى :" ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ", وقال عن أهل النار أيضا"حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون"
فهذا يا إخواني قول أهل النار بعضهم لبعض. فهذا السباب والشتام بينهم يوم القيامة . قال تعالى :" ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين * قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين * وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا"
هذه أخلاق أهل النار , السباب بينهم ولعن بعضهم بعضا أما المؤمنون فلا يتلاعنون لأن اللعن يعني الطرد من رحمة الله .ولا يتصور أن يكون المؤمن الصادق لعانا: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء".
أخي المسلم ،إياك أن تلعن أحدا . فهل تدري أين تذهب اللعنة؟هل تدري أن لعنتك تصعد إلى السماء فيهرب أهل السماء منها خشية أن تصيبهم؟! هل تدري أنها تهبط إلى الأرض بعد ذلك، فتهرب الكائنات منها خشية أن تصيبهم؟! هل تدري أنها تذهب بعد ذلك يميناً ويساراً حتى تصادف من يستحقها؟ ثم هل تدري أنها تعود إليك إذا كان من لعنت لا يستحق لعنتك؟ فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : " إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها "
وكم من الناس يلعنون آباءهم وأمهاتهم وهم لايدرون. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أكبر الكبائر أن يشتم الرجل والديه". قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: "نعم، يسبُّ أبا الرجل فيشتم أباه، ويشتم أمه فيسب أمه". فلماذا تحمل نفسك أخي المسلم هذا الذنب العظيم، ولماذا تصر على هذا الجرم الكبير؟ ولماذا لا تعود لسانك الدعاء لأبنائك وبناتك بدلاً من لعنهم والدعاء عليهم؟ ألا تخشى أن ترجع إليك لعنتك وتكون ساعة إجابة، فتطرد من رحمة الله عز وجل، وتكون من المبعدين المقبوحين؟ ألا تخشى أن تلقى الله عز وجل بلسان ولغ في أعراض المسلمين واستباح حرماتهم؟ لماذا لا تلجم لسانك ؟الجم لسان أخي المسلم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
وإن بعض الناس لم يسلم منهم حتى الجماد والحيوان، فتراهم يسبون ويلعنون ويضربون كل شيء حولهم. فيا أيها المسلمون ،لاتلعنوا الدواب ولاتلعنوا الريح و لا تلعنوا الدهر ولا تلعنوا أي شئ من مخلوقات الله . فعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،في بعض أسفاره، سمع امرأة من الأنصار تلعن ناقتها فقال عليه الصلاة والسلام: " خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة. رواه مسلم.وعن زيد بن خالد الجهني قال : لعن رجل ديكا صاح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " لا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة ".وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً لعن الريح، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنها فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه". ونهانا رسول الله أن نسب الدهر فإن الدهر خلق من خلق الله، فلا يجوز لنا أن نسب الليالي والأيام، وأن نسب الحوادث إليها. يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي: " يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار"، فمسبة الليالي ومسبة الأيام كل هذه من الحماقات.
أخي الحبيب: كان سلف الأمة أحرص منا على الخير، ولذلك كانوا يتحاشون السبّ واللعن، ويطيبون ألسنتهم بذكر الله وشكره ودعائه والثناء عليه وتلاوة كتابه، ومما روي عنهم في ذلك أن عاصم بن أبي النجود قال: ما سمعت أبا وائل شقيق ابن سلمة سب إنساناً قط ولا بهيمة. وقال المثنى بن الصباح: لبث وهب بن منبه أربعين سنة لم يسب شيئاً فيه روح.
أخي المسلم ،طهِّر لسانك من السب والشتم واللعن: فرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بذلك ويقول لنا: "لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار " أرأيتم خطورة اللسان ؟كل هذه المصائب والذنوب تأتينا بسبب اللسان .فاللهم طهر ألسنتنا من الكذب والغيبة والنميمة والبهتان .من كل أنواع السب والشتم واللعان .اللهم عمر قلوبنا بمحبتك ومحبة نبيك ومحبة جميع مخلوقاتك .آمين والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين أما بعد،
يا أهل الإيمان ،قد نسكت عن أشياء كثيرة وقد نتساهل حتى في الأمور الخطيرة ولكن هناك أموراً لا يمكن السكوت عنها بأي حال من الأحوال، ولا يرضاها حتى الفاسق الفاجر فضلاً عن المؤمن الصالح، وهناك حدود حمراء لا يمكن أن يسمح أي عاقل بتجاوزها، وأفعال تضج منها السماوات والأرض والجبال، وما سوف أذكره يحدث جهاراً نهاراً وفي كل الأوقات .إنه أشنع فعل يمكن أن يرتكبه إنسان، وأخطر قول يمكن أن يلفظه بشر، وآخر الخطوط الحمراء وأقبح الذنوب على الإطلاق، إنه وللأسف، سب الله تعالى بأقبح الألفاظ وأشنعها، والعياذ بالله . هل يعقل هذا أيها المومنون؟ مسلمون موحدون ويسبوا الله. كيف يجرؤن على هذا الفعل الشنيع ؟يسبوا جبار السماوات والارض؟ لاحول ولا قوة إلا بالله . فهل بعد هذا الظلم من ظلم؟ هل بقي في قلوبهم ايمان أو إسلام ؟.تعالى الله عما يصفون ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فاللهم لطفك يارب .اللهم لاتعذبنا بما فعل السفهاء منا. لو خرجت هذه الكلمات الخبيثة من أقوام يعبدون البقر أو الكواكب أوالشجر، أو من يهود مغضوب عليهم لكان الأمر متوقعاً ، لكن المصيبة أن الذي يسب الله ويشتمه هم مسلمون مثلنا هم أبناؤنا ، هم جيراننا، هم أصدقاؤنا. هم أفراد يعيشون بيننا. سمعناهم وهم يسبوا الملة والدين وسكتنا ، وسمعناهم يسبون الله رب العالمين وسكتنا وما تحركنا .ماذا نقول يوم الوقوف أمام ربنا ؟ بماذا نجيب؟ ما هي حجتنا؟ كيف سنبرئ أنفسنا ؟ فوالله لو أحدا سب أباءنا أو أجدادنا لثارت حميتنا لكننا لضعف إيماننا لانتحرك إذا سب ربنا وخالقنا. آالله خير، أم آباؤنا وأجدادنا ؟ كم نحن مقصرون في حق ربنا؟. علينا أن نربي أبناءنا على طاعة الله وعلى الخوف من الله ، علينا أن نعودهم على تعظيم الله وإلا فإنه سينزل علينا غضب الله . فلو أراد الله تعالى لصب علينا العذاب ولأنزل بنا العقاب ولكنه سبحانه يمهل ليتوب إليه من تاب "ولو يواخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة. وقال في آية أخرى " ولو يواخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على ظهرنا من دابة." ولكن الله إن عاجلا أو آجلا سينتقم من الظالمين إن لم يتوبوا. نسأل الله السلامة والعافية. فما جزاء هؤلاء اللعانين؟ عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لايكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامه" رواه الإمام مسلم .قال النووي رحمه الله :لايشفعون يوم القيامه حينما يشفع المؤمنون في اخوانهم ولا يكونوا شهداء يوم القيامه ولاتقبل شهاداتهم في الدنيا لفسقهم ولا يرزقون الشهاده فيجب على من ابتلي بهذه الافه ،آفة اللعن أن يتوب الى الله ويبتعد عن اللعن حتى يكون من الشهداء والشفعاء يوم القيامه.
فاللهم تب علينا ورد بنا الى دينك مردا جميلا.آمين .
أيها المومنون والمومنات ، اتقوا الله ربكم واحمدوه واشكروه على أن هداكم للإيمان وجعلكم من أمة الإسلام أمة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
أيها الإخوة والأخوات ، موضوع خطبتنا لهذا اليوم ،موضوع خطير لأنه يتعلق بمصير العبد عند الله سبحانه و تعالى , يتعلق إما بدخوله الجنة أو بدخوله النار.القضية ،أخي المسلم، تخص اللسان. اللسان الذي به يدخل الانسان إلى الاسلام و به يخرج من الدين . هذا اللسان خطر، و من خطورته أنه في كل صباح ،الأعضاء في الجسم كلها تناديه وتقول له " ياهذا ،اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن إستقمت استقمنا و إن اعوججت إعوججنا " من الذي يقول هذا الكلام ؟ كل الاعضاء , قال تعالى : " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "كل كلمة ينطقها اللسان و كل لفظة يتلفظ بها الإنسان تسجل في الديوان ،إما له وإما عليه ،كل شئ ،الصغير والكبير ،النقير والقطمير" وكل شئ أحصيناه في إمام مبين"
أيها الإخوة المسلمون: نتكلم اليوم عن ظاهرة اجتماعية فَشَتْ في أوساط كثير من المسلمين، آفة عظيمة نشأ عليها الصغير، ودرج عليها الكبير، وتساهل بها كثير من الآباء والأبناء، الرجال والنساء، الشباب والفتيات. آفة عظيمة تغضب الرب جل وعلا، وتخرج العبد من ديوان الصالحين، وتدخله في زمرة العصاة الفاسقين.. إن هذه الظاهرة هي ظاهرة السب واللعن والفحش وبذاءة اللسان.. فتجد الوالد يسب أبناءه ويلعنهم، والأم كذلك تفعل، تسب أبناءها وتلعنهم. ولا يدريان أن ذلك من كبائر الذنوب وعظائم الآثام. وتجد الصديق يسب ويلعن صديقه، فيرد عليه بسب أمه وأبيه. حتى الطفل الصغير تجده قد تعود على السباب واللعائن للآخرين، وربما فعل ذلك بأبيه وأمه وهما ينظران إليه فرحين مسرورين..
أخي المسلم ، اضبط لسانك ، ولا تعوده السب واللعن.فإنك إذا سببت أو لعنت مسلماً فقد آذيته، والله تعالى يقول:" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا "
تخلق بأخلاق دين الاسلام العظيم. عود لسانك على الكلام الطيب , الكلام الحسن الكلام النافع , الذي يحقق الخير , ويهدف للخير , فلسان المسلم المهذب لا يتفوه إلا بكلام طيب ينفع ويفيد , قال الله تعالى آمرا عباده المؤمنين: "وقولوا للناس حسنا" وقال جل جلاله" وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا"
المؤمنون لا يتلاعنون ولا يتشاتمون, أما غير المؤمنين , فأخلاقهم السباب فيما بينهم والكلام القبيح فيما بينهم في الدنيا ، وهذا خلقهم يوم القيامة قال الله تعالى :" ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ", وقال عن أهل النار أيضا"حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون"
فهذا يا إخواني قول أهل النار بعضهم لبعض. فهذا السباب والشتام بينهم يوم القيامة . قال تعالى :" ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين * قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين * وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا"
هذه أخلاق أهل النار , السباب بينهم ولعن بعضهم بعضا أما المؤمنون فلا يتلاعنون لأن اللعن يعني الطرد من رحمة الله .ولا يتصور أن يكون المؤمن الصادق لعانا: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء".
أخي المسلم ،إياك أن تلعن أحدا . فهل تدري أين تذهب اللعنة؟هل تدري أن لعنتك تصعد إلى السماء فيهرب أهل السماء منها خشية أن تصيبهم؟! هل تدري أنها تهبط إلى الأرض بعد ذلك، فتهرب الكائنات منها خشية أن تصيبهم؟! هل تدري أنها تذهب بعد ذلك يميناً ويساراً حتى تصادف من يستحقها؟ ثم هل تدري أنها تعود إليك إذا كان من لعنت لا يستحق لعنتك؟ فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : " إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها "
وكم من الناس يلعنون آباءهم وأمهاتهم وهم لايدرون. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أكبر الكبائر أن يشتم الرجل والديه". قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: "نعم، يسبُّ أبا الرجل فيشتم أباه، ويشتم أمه فيسب أمه". فلماذا تحمل نفسك أخي المسلم هذا الذنب العظيم، ولماذا تصر على هذا الجرم الكبير؟ ولماذا لا تعود لسانك الدعاء لأبنائك وبناتك بدلاً من لعنهم والدعاء عليهم؟ ألا تخشى أن ترجع إليك لعنتك وتكون ساعة إجابة، فتطرد من رحمة الله عز وجل، وتكون من المبعدين المقبوحين؟ ألا تخشى أن تلقى الله عز وجل بلسان ولغ في أعراض المسلمين واستباح حرماتهم؟ لماذا لا تلجم لسانك ؟الجم لسان أخي المسلم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
وإن بعض الناس لم يسلم منهم حتى الجماد والحيوان، فتراهم يسبون ويلعنون ويضربون كل شيء حولهم. فيا أيها المسلمون ،لاتلعنوا الدواب ولاتلعنوا الريح و لا تلعنوا الدهر ولا تلعنوا أي شئ من مخلوقات الله . فعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،في بعض أسفاره، سمع امرأة من الأنصار تلعن ناقتها فقال عليه الصلاة والسلام: " خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة. رواه مسلم.وعن زيد بن خالد الجهني قال : لعن رجل ديكا صاح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " لا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة ".وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً لعن الريح، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنها فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه". ونهانا رسول الله أن نسب الدهر فإن الدهر خلق من خلق الله، فلا يجوز لنا أن نسب الليالي والأيام، وأن نسب الحوادث إليها. يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي: " يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار"، فمسبة الليالي ومسبة الأيام كل هذه من الحماقات.
أخي الحبيب: كان سلف الأمة أحرص منا على الخير، ولذلك كانوا يتحاشون السبّ واللعن، ويطيبون ألسنتهم بذكر الله وشكره ودعائه والثناء عليه وتلاوة كتابه، ومما روي عنهم في ذلك أن عاصم بن أبي النجود قال: ما سمعت أبا وائل شقيق ابن سلمة سب إنساناً قط ولا بهيمة. وقال المثنى بن الصباح: لبث وهب بن منبه أربعين سنة لم يسب شيئاً فيه روح.
أخي المسلم ،طهِّر لسانك من السب والشتم واللعن: فرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بذلك ويقول لنا: "لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار " أرأيتم خطورة اللسان ؟كل هذه المصائب والذنوب تأتينا بسبب اللسان .فاللهم طهر ألسنتنا من الكذب والغيبة والنميمة والبهتان .من كل أنواع السب والشتم واللعان .اللهم عمر قلوبنا بمحبتك ومحبة نبيك ومحبة جميع مخلوقاتك .آمين والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين أما بعد،
يا أهل الإيمان ،قد نسكت عن أشياء كثيرة وقد نتساهل حتى في الأمور الخطيرة ولكن هناك أموراً لا يمكن السكوت عنها بأي حال من الأحوال، ولا يرضاها حتى الفاسق الفاجر فضلاً عن المؤمن الصالح، وهناك حدود حمراء لا يمكن أن يسمح أي عاقل بتجاوزها، وأفعال تضج منها السماوات والأرض والجبال، وما سوف أذكره يحدث جهاراً نهاراً وفي كل الأوقات .إنه أشنع فعل يمكن أن يرتكبه إنسان، وأخطر قول يمكن أن يلفظه بشر، وآخر الخطوط الحمراء وأقبح الذنوب على الإطلاق، إنه وللأسف، سب الله تعالى بأقبح الألفاظ وأشنعها، والعياذ بالله . هل يعقل هذا أيها المومنون؟ مسلمون موحدون ويسبوا الله. كيف يجرؤن على هذا الفعل الشنيع ؟يسبوا جبار السماوات والارض؟ لاحول ولا قوة إلا بالله . فهل بعد هذا الظلم من ظلم؟ هل بقي في قلوبهم ايمان أو إسلام ؟.تعالى الله عما يصفون ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فاللهم لطفك يارب .اللهم لاتعذبنا بما فعل السفهاء منا. لو خرجت هذه الكلمات الخبيثة من أقوام يعبدون البقر أو الكواكب أوالشجر، أو من يهود مغضوب عليهم لكان الأمر متوقعاً ، لكن المصيبة أن الذي يسب الله ويشتمه هم مسلمون مثلنا هم أبناؤنا ، هم جيراننا، هم أصدقاؤنا. هم أفراد يعيشون بيننا. سمعناهم وهم يسبوا الملة والدين وسكتنا ، وسمعناهم يسبون الله رب العالمين وسكتنا وما تحركنا .ماذا نقول يوم الوقوف أمام ربنا ؟ بماذا نجيب؟ ما هي حجتنا؟ كيف سنبرئ أنفسنا ؟ فوالله لو أحدا سب أباءنا أو أجدادنا لثارت حميتنا لكننا لضعف إيماننا لانتحرك إذا سب ربنا وخالقنا. آالله خير، أم آباؤنا وأجدادنا ؟ كم نحن مقصرون في حق ربنا؟. علينا أن نربي أبناءنا على طاعة الله وعلى الخوف من الله ، علينا أن نعودهم على تعظيم الله وإلا فإنه سينزل علينا غضب الله . فلو أراد الله تعالى لصب علينا العذاب ولأنزل بنا العقاب ولكنه سبحانه يمهل ليتوب إليه من تاب "ولو يواخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة. وقال في آية أخرى " ولو يواخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على ظهرنا من دابة." ولكن الله إن عاجلا أو آجلا سينتقم من الظالمين إن لم يتوبوا. نسأل الله السلامة والعافية. فما جزاء هؤلاء اللعانين؟ عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لايكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامه" رواه الإمام مسلم .قال النووي رحمه الله :لايشفعون يوم القيامه حينما يشفع المؤمنون في اخوانهم ولا يكونوا شهداء يوم القيامه ولاتقبل شهاداتهم في الدنيا لفسقهم ولا يرزقون الشهاده فيجب على من ابتلي بهذه الافه ،آفة اللعن أن يتوب الى الله ويبتعد عن اللعن حتى يكون من الشهداء والشفعاء يوم القيامه.
فاللهم تب علينا ورد بنا الى دينك مردا جميلا.آمين .