المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبل الانتكاسة .,


سُلاَفْ القَصِيدْ
23 / 04 / 2015, 11 : 01 AM
الكثير من الناس من يكرمه الله بالالتزام والدخول في طريق العبادات وما يلبث إلا قليلًا ويعاود الرجوع إلى ما كان عليه بل قد يزيد عما كان عليه في الأول، سواء أكان هذا من المشاهير أو من العامة، أو قد يكون ملتزمًا ثم يتفاجئون الناس بانتكاسته ولا يعلمون أن ذنوب الخلوات هي أصل كل الانتكاسات وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات.
وأتذكر يومًا كنت أسمع برنامج تليفزيوني للشيخ محمد جبريل والشيخ محمد هداية حفظهما الله، ووجدت اتصال تليفوني من شخص يشتكي الخوف من الرجوع إلى المعصية الكبرى التي كان يرتكبها وتاب الله عليه منها، ومما شدني ناحية هذا الشخص أنه بكى في الهاتف من كثرة ما هو خائف أن يعود إلى الذنب لجرم وكبيرة الذنب، وقد تفضل الإخوة بالإجابة عليه ولكنهم أغفلوا عن ذكر شيء يعين هذا الشخص عن ترك هذا الذنب، ألا وهو ترك المكان، لأن هناك ذنوب لا تترك إلا بالإقلاع والبعد عن مكان المعصية نتيجة لارتباط ذنب هذا الشخص بالناس المحيطين بالمكان، وهذا مصداقًا لحديث الرجل الذي قتل مائة شخص وذهب إلى عالم ونصحه بترك أرض السوء، فالمكان له دور كبير بالرجوع إلى المعصية من عدمه، وإقلاع الذنب من القلب يحتاج إلى استعانة بالله وجهد كبير، خاصة إذا كان الذنب كبيرة من الكبائر ومصيبة تدمر صاحبها إذا لم يتوب إلى الله.
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّةَ: "فإن العبد إنما يعود إلى الذَّنب لبقايا في نفسه، فمَن خرج مِن قلبه الشبهة والشهوة، لم يعد إلى الذنب".
العبرة كلها بالقلب لو أصلحت القلب لانصلح كل حالك وثبتك الله، ولذلك قال الله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}، ومن أكثر دعاء النبي صل الله عليه وسلم: «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»، فمهما كان عملك لا تغتر وأدع دائمًا بالثبات والموت على الحق.
ومن الأشياء التي تعينك على الثبات على طاعة الله حتى تلقاه:
أولًا: الدعاء بالثبات كثيرًا في كل وقت لأن الأمر ليس بيدك.

إِذَا لم يَكُنْ عَونٌ مِنَ اللهِ لِلفَتى *** فَأَوَّلُ مَا يَجنِي عَلَيهِ اجتِهَادُهُ
ثانيًا: المحافظة على الصلوات في أوقاتها وليس تأخيرها، ثم بعد ذلك الأذكار اليومية المعروفة مثل أذكار الصباح والمساء وغيرها، فهي حصن حصين وأشد على الشيطان من سد يأجوج ومأجوج، وكثرة الاستغفار والحوقلة والحسبنة.
ثالثًا: الصحبة الصالحة هي القوة التي تعينك على القرب إلى الله، خاصة إذا كانت الصحبة في الله ليس لغرض آخر. وتذكر أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه وأن يوم القيامة جميع الأصدقاء أعداء إلا المتقين، فاختر لنفسك أصدقاء متقيين الله يكونوا عونًا لك على القرب لله والنصح وقت الفتور، والصديق الصالح باختصار هو من يدلك على الخير ويحجزك عن الشر.
رابعًا: الورد اليومي من القرآن سواء كان ورد حفظ أو ورد تدبر وتلاوة، فقليل دائم خيرًا من كثير منقطع.
خامسًا: العلم، أحرص على التعلم فإن ذنب المسلم جهلًا منه ولو علمت ما عقوبة ذنبك ما فعلته ولو استحضرت عظمة الله في قلبك لخشيته واستحييت منه، فالزم العلماء واحرص على دروس العلم سواء بالمساجد أو عبر الوسائل المسموعة، ولا تنسى الكتاب فهو ونيسك ودليلك إلى الله ولكن اختر من الكتب ما ينفعك.
سادسًا: أن تكون منتج لدينك احرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقديم المساعدة والخير للناس، كن فى صحبة الصالحين لا يستطيع الشيطان أن يقترب من الجماعة.
أخيرًا أدعوك مهما كان ذنبك بالرجوع إلى الله، فمهما كان الذنب يقبلك الله، ومهما فعلت ركعة واحدة تجب كل ذنوبك ويغفر الله لك بها، لا تجعل للشيطان عليك سبيلًا وتيأس من رحمة الله فرحمته وسعت كل شيء، فمها فعلت تب إليه واستغفره وأكثر دائمًا من دعاء "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، ثبتنا الله وإياكم على دينه حتى نلقاه وهو راضٍ عنّا.
..
في حفظ الله

كلاش تمير
23 / 04 / 2015, 19 : 10 AM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

سُلاَفْ القَصِيدْ
24 / 04 / 2015, 40 : 02 PM
واياك يارب
شكرا لتواجدك الكريم .. الله يسعدك دوم ..

غريب ديرة
24 / 04 / 2015, 46 : 05 PM
الله يعافيك ولايحرمك الأجر يارب