تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خيرُ العملِ ما داوم عليه صاحبُه وإنْ قلَّ |


سُلاَفْ القَصِيدْ
19 / 04 / 2015, 15 : 01 AM
http://up.r-almshaer.com/do.php?img=1391

يقولُ الشوكانيُّ : أوصاني بعضُ العلماءِ فقال : لا تنقطعِ عن التأليف
ولو أنْ تكتُب في اليومِ سطرين . قال : فأخذتُ بوصيَّتِه ، فوجدتُ ثمرتها
وهذا معنى الحديث : (( خيرُ العملِ ما داوم عليه صاحبُه وإنْ قلَّ ))
وقال : القطرةُ مع القطرةِ تجتمعُ سيلاً عظيماً
أما تَرَى الحبلَ بطُولِ المدى

................... على صليبِ الصَّخْر قدْ أثَّرا



وإنما يأتينا الاضطرابُ منْ أننا نريدُ أن نفعل كلَّ شيءٍ مرَّةً واحدةً ، فنَمَلُّ ونتعبُ ونترُكُ العمل
ولو أننا أخذْنا عَمَلنا شيئاً فشيئاً ، ووزَّعْناه على مراحل ، لقطعْنا المراحل في هدوءٍ ، واعتبِرْ بالصلاةِ
فإنَّ الشَّرْع جَعَلَها في خمسةِ أوقاتٍ متفرِّقةٍ ، ليكون العبدُ في استجمامٍ وراحةٍ ، ويأتي لها بالأشواق
ولو جُمعتْ في وقتٍ ، لملَّ العبد، وفي الحديثِ : (( إن المُنْبتَّ لا ظهْراً أبْقى ولا أرضاً قطع ))
ووُجِد بالتَّربةِ ، أنَّ منْ يأخذُ العَمَلَ على فتراتٍ ، يُنجزُ ما لم يُنجزْهُ منْ أخذهُ دفعةً واحدةً
مع بقاءِ جذوةِ الرُّوحِ وتوقُّدِ العاطفةِ



ومما استفدتُه عنْ بعض العلماءِ ، أنَّ الصلوات ترتِّبُ الأوقاتِ
أخذاً منْ قولِ الباري : ﴿ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً ﴾
فلو أنَّ العبد وزَّع أعمالهُ الدينية والدُّنيوية بعد كلِّ صلاةٍ ، لوجد سعةً
في الوقت ، وفسحةً في الزمنِ


وأنا أضربُ لك مَثَلاَ: فلو أن طالب العِلْم، جعل ما بعد الفجرِ للحفْظِ في أيّ فنٍّ شاء
وجعل بعد الظُّهر للقراءةِ السهْلةِ في المجامع العامَّة ، وجعل بعد العصر للبحثِ العلميِّ الدقيقِ
وما بعد المغربِ للزِّيارةِ والأُنسِ ، وما بعد العشاءِ لقراءة الكُتُبِ العصريَّةِ والبحوثِ والدوريَّاتِ
والجلوس مع الأهل ، لكان هذا حسناً ، والعاقِل له مِنْ بصيرتِه مَدَدٌ ونورٌ
﴿إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً ﴾.

كلاش تمير
19 / 04 / 2015, 17 : 08 AM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

غريب ديرة
19 / 04 / 2015, 24 : 08 AM
الله يسعدك ولايحرمك الاجر يارب

سُلاَفْ القَصِيدْ
21 / 04 / 2015, 53 : 11 AM
واياكم يارب
شكرا لكم ولحضوركم ولا حرمكم الاجر يارب ..