سُلاَفْ القَصِيدْ
21 / 03 / 2015, 06 : 01 AM
السلام عليكم
السؤال: هل الشيطان يعلم ما يحاك في
صدورنا من كلام لا يعلمه إلا الله فيوسوس ما يناسب خواطرنا أم ماذا ؟
الجواب:
الحمد لله
دلت الأدلة الصحيحة على أن الشيطان قريب من الإنسان ، بل يجري
منه مجرى الدم ، فيوسوس له في حال غفلته ، ويخنس في حال ذكره
ومن خلال هذه الملازمة فإنه يعلم ما يهواه الإنسان من الشهوات فيزينها له ، ويوسوس له بخصوصها .
روى البخاري (3281) ومسلم (2175) عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله
عنها أن النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله : " وهم وإن شموا رائحة طيبة ورائحة خبيثة [أي الملائكة تشم ريحا طيبة حين يهم العبد بالحسنة كما جاء عن سفيان بن عيينة]
فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك ، بل ما في قلب ابن آدم يعلمونه ، بل
ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه ،
بل الشيطان يلتقم قلبه ؛ فإذا ذكر الله خنس ، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس
ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ، ويعلم ما تهواه نفسه
من شهوات الغي فيزينها له .
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر
صفية رضي الله عنها ( إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم ).
وقرب الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم مما تواترت به الآثار سواء كان العبد مؤمنا أو كافرا " انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/508) .
فالشيطان يطلع على وسوسة الإنسان لنفسه ، ويعلم ما يميل إليه
ويهواه من الخير والشر، فيوسوس له بحسب ذلك .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله – ضمن سؤال طويل - : وإذا نويت عمل
خير في قلبي هل يعلم به الشيطان ويحاول صرفي عنه؟
فأجاب : " كل إنسان معه شيطان ومعه ملك , كما
قال النبي صل الله عليه وسلم : (ما منكم من أحد
إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة . قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال : وأنا إلا
أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير) .
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر ويدعوه إلى الشر
وله لَمَّة في قلبه ، وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الخير
والشر , والملَك كذلك له لمَّة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير
فهذه أشياء مكنهم الله منها : أي مكن القرينين ، القرين من الجن والقرين
من الملائكة , وحتى النبي صل الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين
من الجن كما تقدم الحديث بذلك ...
والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من
الشياطين , فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه , ويذل شيطانه
حتى يكون ضعيفا لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر
إلا ما شاء الله , والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على
مساعدته على الباطل , وتشجيعه على الباطل , وعلى تثبيطه عن الخير .
فعلى المؤمن أن يتقي الله وأن يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله
والتعوذ بالله من الشيطان , وعلى أن يحرص في مساعدة ملَكه على طاعة الله
ورسوله والقيام بأوامر الله سبحانه وتعالى " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (9/369).
والله اعلم .
السؤال: هل الشيطان يعلم ما يحاك في
صدورنا من كلام لا يعلمه إلا الله فيوسوس ما يناسب خواطرنا أم ماذا ؟
الجواب:
الحمد لله
دلت الأدلة الصحيحة على أن الشيطان قريب من الإنسان ، بل يجري
منه مجرى الدم ، فيوسوس له في حال غفلته ، ويخنس في حال ذكره
ومن خلال هذه الملازمة فإنه يعلم ما يهواه الإنسان من الشهوات فيزينها له ، ويوسوس له بخصوصها .
روى البخاري (3281) ومسلم (2175) عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله
عنها أن النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله : " وهم وإن شموا رائحة طيبة ورائحة خبيثة [أي الملائكة تشم ريحا طيبة حين يهم العبد بالحسنة كما جاء عن سفيان بن عيينة]
فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك ، بل ما في قلب ابن آدم يعلمونه ، بل
ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه ،
بل الشيطان يلتقم قلبه ؛ فإذا ذكر الله خنس ، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس
ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ، ويعلم ما تهواه نفسه
من شهوات الغي فيزينها له .
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر
صفية رضي الله عنها ( إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم ).
وقرب الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم مما تواترت به الآثار سواء كان العبد مؤمنا أو كافرا " انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/508) .
فالشيطان يطلع على وسوسة الإنسان لنفسه ، ويعلم ما يميل إليه
ويهواه من الخير والشر، فيوسوس له بحسب ذلك .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله – ضمن سؤال طويل - : وإذا نويت عمل
خير في قلبي هل يعلم به الشيطان ويحاول صرفي عنه؟
فأجاب : " كل إنسان معه شيطان ومعه ملك , كما
قال النبي صل الله عليه وسلم : (ما منكم من أحد
إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة . قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال : وأنا إلا
أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير) .
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر ويدعوه إلى الشر
وله لَمَّة في قلبه ، وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الخير
والشر , والملَك كذلك له لمَّة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير
فهذه أشياء مكنهم الله منها : أي مكن القرينين ، القرين من الجن والقرين
من الملائكة , وحتى النبي صل الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين
من الجن كما تقدم الحديث بذلك ...
والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من
الشياطين , فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه , ويذل شيطانه
حتى يكون ضعيفا لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر
إلا ما شاء الله , والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على
مساعدته على الباطل , وتشجيعه على الباطل , وعلى تثبيطه عن الخير .
فعلى المؤمن أن يتقي الله وأن يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله
والتعوذ بالله من الشيطان , وعلى أن يحرص في مساعدة ملَكه على طاعة الله
ورسوله والقيام بأوامر الله سبحانه وتعالى " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (9/369).
والله اعلم .