تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة يوسف عليه السلام (أول وزير إقتصاد عرفتها البشرية الى العصر الحديث) -


سُلاَفْ القَصِيدْ
29 / 10 / 2014, 09 : 11 PM
قصة يوسف عليه السلام (الرجل السياسي)(أول وزير إقتصاد و أكبر تجربة اقتصادية عرفتها البشرية الى العصر الحديث)

مقدمة...

قال تعالى (( قال رب السجن احب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن أصب اليهن واكن من الجاهلين () فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم ()
ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الايات ليسجننه حتى حين ))
بعد ان اتهم سيدنا يوسف عليه السلام, وكما هو معروف, أُدخل السجن ظلما وبهاتنا وهنا يبتلى المؤمن الصابر التقي.
قال تعالى (( ودخل معه السجن فتيان قال احدهما اني اراني اعصر خمرا
وقال الاخر اني اراني احمل فوق راسي خبزا تاكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين )) يوسف 33 – 36  من هما الفتيان؟ احدهما ساقي الملك يسقي الملك خمرا, والثاني طاهي الطعام الذي يعد للملك طعامه, وطلبوا من يوسف عليه السلام تفسير رؤياهم.قال تعالى ((يا صاحبي السجن أما احدكما فيسقي ربه خمرا واما الاخر فيصلب فتاكل الطير من رأسه قضي الامر الذي فيه تستفتيان )) يوسف 41 فسر يوسف عليه السلام ما رؤوا وبعد خروجهم تحقق ما فسره تماما, وكان احدهم يسقي الملك خمرا أما الآخر فقتل وصلب وأكلت الطير من رأسه.قال تعالى (( وقال الملك اني ارى سبعَ بقرات سمان ياكلهن سبعٌ عجاف وسبعَ سنبلات خضر وأُخر يابسات )) يوسف 43 رأى الملك رؤيا وعندما طلب تفسيرها اخبره الذي نجا من السجن (ساقي الملك) عن يوسف وقدرته على تفسير الاحلام.قال تعالى (( وقال الذي نجا منهما وادكر بعد امة انا انبئكم بتاويله فأرسلون )) يوسف45 فذهبوا الى يوسف في سجنه, وقال له: ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان ياكلن سبع عجاف.وهنا بدا يوسف بتفسير الرؤيا فقال: سيكون هناك مشكلة اقتصادية في الثروة الحيوانية والزراعية كبيرة, وسيكون هناك سبع سنين خير وسبع سنين عجاف.ثم يبدأ بوضع الخطة الاقتصادية:قال تعالى (( قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون )) 47• اي زيادة الانتاج وابذلوا كل طاقاتكم واعملوا اضعاف الانتاج, (تزرعون دأبا).• ثم سياسة تخزينية وذلك بإبقاء البذور في سنبلها حتى لا تسوس (فذروه في سنبله), ويتم تخزين هذا الإنتاج للسنين والأيام العجاف.• ثم ترشيد الاستهلاك وذلك بالتقليل من استهلاك الطعام (إلا قليلا مما تأكلون).قال تعالى (( ثم يأتي من بعد ذلك سبعٌ شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون )) 48• ثم سياسة تخزين المواد الاولية للزراعة, قليلا مما تحصنون ( اي تخزين القليل من البذور كمواد اولية ليجدوا ما يزرعونه في المستقبل ).قال تعالى (( ثم ياتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون )) 49• اي بعد السبع الخير وبعد السبع العجاف سوف ياتي عام (الخامس عشر) تكثر فيها الامطار فتستخدمون ما خزنتم من بذور للزراعة.اذن سبع سنين خير, يتم فيها:1. زيادة الانتاج.2. تخزين المحصول.3. ترشيد الاستهلاك.وذلك استعدادا للسبع العجاف4. مع تخزين البذور للزراعة (وذلك لتستخدم في العام الخامس عشر بعد السنين العجاف).قال تعالى (( وقال الملك ائتوني به به استخلصه لنفسي )) 54 بعد ان وجده الملك صاحب ادب واخلاق وصاحب خطة اقتصادية, وكان الملك عادل و صادق في نيته لمساعدة شعبه في تجاوز هذه الأزمة... طلب أن يخرجوه من السجن, ولكنه رفض واراد ان لا يخرج دون ان تثبت برائته من التهمة التي من اجلها دخل السجن. قال تعالى (( وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة الاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليم )) 50  وبعد أن تحقق الملك العادل من هذا الأمر, ثبتت براءته و خرج من السجن واستخلصه الملك لنفسه وجعله وزيرا للاقتصاد والمال في البلاد لحكمته وامانته. قال تعالى (( قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امراة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ))قال تعالى (( قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم )) 55 جعله وزيرا لخزائن الدولة (وكان أول وزير اقتصاد عرفته البشرية), فلم يضع الخطة فقط ولكنه اراد تنفيذها بنفسة, ونجحت الخطة, وحصل تماما ما فسره يوسف لرؤيا الملك, وحلت الازمة بمصر و البلاد العربية, ولكن مصر هي البلد الوحيد التي لم تؤثر فيها الازمة واصبح عندها فائض كبير وبذور وانتشر الخبر حتى وصل الى جميع البلاد, والدليل هو قدوم اخوة يوسف من فلسطين الى مصر كما تذكر بقية الايات كي ياخذوا الطعام والمؤونة.قال تعالى (( وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون )) 58 حيث كان اخوته ووالده يعيشون في فلسطين فلما بدأت الدول المجاورة لمصر تعاني من الجوع و بدؤوا يذهبون إلى مصر طلبا للطعام. لم يكتفي يوسف بذلك ولكن خلال هذه السنين وضع خطة تفصيلية لدعم الخطة الاقتصادية, والتي تضمنت:1. عمل نظام البطاقة التموينية, حدد كمية الطعام التي تعطى للقادمين من البلاد العربية بقدر حمل بعير واحد لكل شخص (( ولمن جاء به حمل بعير )) حتى يتمكن الجميع من الحصول على الطعام. 2. جعل لكل شخص بطاقة خاصة به حتى يعرف من خلالها انه حصل على الطعام حتى لا يحصل نوع من الفوضى, وبدأ يوسف باستقبال الوفود التي تدخل مصر للحصول على الطعام ثم يبدا بسؤالهم من اين اتوا ومن اي عائلة هم, وكان يعاملهم بكل احترام وادب ويبدا بختم بطاقاتهم دون اهانة, (( الاترون اني اوفي الكيل وانا خير المنزلين )) 59 3. عمل نظام المقايضة, وقد كانت خطة يوسف ترمي بان يحظر كل من اراد الطعام معه بضاعة من صنع بلده, تماما كمبدأ المقياضة, اي الطعام مقابل البضاعة التي يحضرونها.4. حل مشكلة البطالة, كالتالي:A. الطعام والقمح مقابل بضاعة, مما حفز الناس على الانتاج فاصبحت مصر من الدول المنتجة في تلك الفترة.B. تشغيل طاقات شبابية وايدي عاملة كثيرة من خلال توضيف وتشكيل فرق ولجان لفرز البضائع وتصنيفها واعادة بيعها والاستفادة منها.انظر كيف اعزه الله, من سجين مظلوم الى شاب يقود الاقتصاد على مستوى العالم العربي و الشرق الاوسط بفضل صبره وثابته وتقواه.قال تعالى (( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )) يوسف 90وقال تعالى (( إن العاقبة للمتقين )) هود 49استنتاج:هذه كانت نظرة لمرحلة من مراحل قصة يوسف عليه السلام وهية قصة لطالما أعجبتني جدا ولطالما كنت افكر فيها, ولكن وكما لاحظتم, كانت هناك مسئلتين اساسيتين وعبر مهمة من القصة:المسألة الأولى: كان هدف يوسف ونيته من الاساس هي الدعوة إلى لله تعالى اولا وأخيرا ( وإن أي أمر آخر سواء كان سياسي أو غيره يجب أن يقاس بتأثيره على العمل الدعوى )... والدليل:1. كان يدعو الى الله تعالى كلما اتت فرصة مناسبة, فلما سأله الذين دخلوا معه السجن عن تفسير ما رأوا لم يبدأبالتفسير مباشرة بل بدأ بالدعوة الى الله... (( قال لا يلأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون () واتبعت ملة آبائي إبراهيم و إسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شئ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون () يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار () ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم و آبائكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) ثم بدأ بعد ذلك بتفسير رؤياهم فقال ((يا صاحبي السجن أما احدكما فيسقي ربه خمرا واما الاخر فيصلب فتاكل الطير من رأسه قضي الامر الذي فيه تستفتيان ))2. كان ممن أمنوا بالله على يده إمراة العزيز نفسها والنسوة الذين كادوا له في البداية... (( قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امراة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ))3. استخدم منصبه كوزير لخزائن الدولة في الدعوة ايضا, وكانت احدى طرق التي وضفها للدعوة هية حسن الخلق والاتقان في العمل... (( ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين )) ملاحظة مهمة: الملك (أي فرعون مصر في عهد يوسف) كان عادلا ومخلصا لخدمة شعبه على الرغم من كونه كافرا, ولم يتدخل في السياسية التي اتبعها سيدنا يوسف ولم يفرض عليه شيئا سواء في امور الدعوة او في امور تسير وزارته, بل وأعطاه الحرية الكاملة في التصرف, وكان هذا واضحا من خلال مراحل القصة المذكورة اعلاه.قال العلماء أن يوسف عليه السلام لو عرضت عليه الوزارة في زمن فرعون موسى لرفض, وذلك لان فرعون موسى كان يتميز بما يلي:1. إنه كان ظالما مفسدا في الأرض.2. كان يفرق ويقسم الشعب إلى طوائف من أجل السيطرة على الحكم.3. كان يستضعف الطائفة التي يخشى من قوتها وثبوتها على الحق فيقتل أبناهئهم ويستحيي نسائهم, خوفا من أن يأتي أحد منهم ويستولي على الحكم.قال تعالى (( نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون () إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم إنه كان من المفسدين () ونريد أن نـَمُـنًّ على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين () ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ))ونلاحظ ان الله سبحانه وتعالى يخاطب الذين استضعفهم فرعون ويصبرهم ويقول لهم أن ما يحدث هو فضل ومنة منه عز وجل, فلو صبروا وثبتوا على الحق وجاهدوا في سبيله فان الله تعالى وعدهم بالنصر وأن يجعلهم قادة في الخير ودعاة إليه, وكانها محنة لتأهيلهم كي يرثوا الأرض من فرعون وهامان وجنودهما, وليري الله تعالى فرعون ومن معه من الطائفة المستضعفة ما كانوا يخافونه مِن هلاكهم وذهاب ملكهم. والمسألة الثانية: إن كل شخص يطمح في النجاح عليه بثلاث نقاط مهمة جدا:1. يتقي الله في كل شئ, وأن يجعل رضا الله تعالى هدفه الأول والأخير.2. يصبر وأن لا ينسى الدعوة إلى الله.3. أن يكون محسنا في أمرين مهمين:أ.. الإحسان في العبادة وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فأنه يراك وهذا يعتبر أعلى درجات الإيمان كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما جاءه جبريل عليه السلام على هيئة رجل وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان. ب.. الإحسان في العمل أي الإتقان فيه -

جروح الوفا*
30 / 10 / 2014, 50 : 06 AM
جزاك الله خير وبارك الله فييك

أبـوحـمـد
30 / 10 / 2014, 01 : 07 AM
جزاك الله خير وماقصرتي يالراقيه

غريب ديرة
30 / 10 / 2014, 11 : 07 AM
الله يوفقك لفعل الخير ولايحرمك الأجر .

التميمي وبس
30 / 10 / 2014, 48 : 09 AM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

سُلاَفْ القَصِيدْ
30 / 10 / 2014, 55 : 09 AM
واياكم يارب
شكرا لطيب تواجدكم

» اِلـَوَفْآءْ بـِنْـتْ
03 / 11 / 2014, 15 : 09 AM
جزآك الله خير ، ولاحرمك الله الآجر ،
آحترآميhttp://www.5foq.com/vb/smail/rose.gif

سُلاَفْ القَصِيدْ
03 / 11 / 2014, 41 : 03 PM
واياكم يارب
شكرا لكم ولتواجدكم

أريًجْ آلأزْهًآرْ
03 / 11 / 2014, 59 : 08 PM
جزاک الله خير

سُلاَفْ القَصِيدْ
04 / 11 / 2014, 39 : 02 AM
حياك يالغلا منوره بتواجدك

محترم
04 / 11 / 2014, 45 : 07 AM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

سُلاَفْ القَصِيدْ
04 / 11 / 2014, 47 : 09 AM
واياكم يارب
شكرا لطيب تواجدكم وتواصلكم وماننحرم يارب

دروب الامل
04 / 11 / 2014, 55 : 11 AM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

سُلاَفْ القَصِيدْ
06 / 11 / 2014, 39 : 02 AM
حياك يالغلا وتسلمين ع حضورك الرائع