تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سليمان بن ناصر آل شريم ( حياته وشعره )


المدرس
10 / 02 / 2006, 50 : 02 PM
الشاعر الكبير ( سليمان بن ناصر آل شريم ) من أشهر شعراء نجد في النصف الأول من القرن الرابع عشر ، ومع هذا هناك الكثير من الحلقات التي لم يكتب عنها حول اسم هذا الشاعر وأسرته ونسبه وذريته ، وما إلى ذلك مما يتعلق بشخصه وحياته ، فأغلب ما كتب عن الشاعر كان حول شعره وجمع أكبر قدر منه من أفواه الرواة ، ولذلك حرصت في هذا المقال أن أتحدث عن هذا الشاعر الكبير ، ولكن هذه المرة سيكون الحديث بعيداً عن الشعر ، ولا يمنع ذلك من ذكر بعضاً من أشعاره على سبيل التمثيل .
اسمه ونسبه :

هو سليمان بن ناصر بن سليمان بن ناصر آل شريم

وقد وردت سلسلة نسب الشاعر في شجرة أسرة ( آل شريم ) أهل شقراء والسر ، المنشورة سنة 1409 في كتاب ( العقد الفريد في نسب الحراقيص من بني زيد ) للشيخ عبدالله المنيع ( سليمان بن ناصر بن سليمان بن ناصر بن عبدالله بن ابراهيم بن عبدالله بن شريم )

وأسرة ( الشريم ) أهل شقراء والسرمن فخذ الحراقيص من قبيلة بني زيد ، القبيلة القحطانية النجدية المعروفة ، مع ملاحظة أن الشاعر ( طلال السعيد ) قد وهم في نسبة الشاعر سليمان بن شريم إلى قبيلة سبيع الكريمة – وذلك في كتابه الموسوعة النبطيّة الكاملة – فهو من أسرة الشريم أهل السر وشقراء وهم من الحراقيص من قبيلة بني زيد

وقد وجدت من الوثائق المكتوبة في منطقة السر وثيقة كتبت قبل عام 1270هـ ، فيها جد الشاعر وهو ( سليمان بن ناصر بن شريم ) ، كما أفادني الباحث ( عبدالعزيز السويلم ) رحمه الله عن وجود وثائق في إقليم السر ذكر فيها والد الشاعر


ذريّته وأسرته :

للشاعر سليمان بن شريم ولد واحد اسمه ( عبدالعزيز ) وابنتين ، وقد توفي عبدالعزيز في حياة والده ولم يعقب ذكوراً ، فليس للشاعر سليمان بن شريم عقب الآن ، وأقرب أبناء عمه له هم الشريم أهل بلدة الشريميّة بالسر الان ، وهم ذريّة ( محمد بن عبدالرحمن بن إبراهيم الشريم ) الملقب ( الصمعري ) ، وهو معاصر للشاعر وتوفي بعده

وآل شريم أهل السر ( الذي ينتمي اليهم الشاعر سليمان بن شريم ) هم والشريم أهل شقراء أسرة واحدة ، ومن الشريم أهل شقراء أمير الوشم ( محمد بن إبراهيم بن شريم ) تولى الإمارة بعد حجرف البواردي سنة 1322هـ ، حتى سنة 1325هـ حيث طلب الإعفاء من الامارة ، وحفيده هو الشيخ ( سعود بن إبراهيم بن محمد الشريم ) إمام وخطيب الحرم المكي حالياً حفظه الله .

وأما الشريم أهل السر فقد كان انتقالهم من شقراء للسر في منتصف القرن الثالث عشر تقريباً - يتضح ذلك من خلال أقدم الوثائق المتعلقة بهم في منطقة السر - ، ولما انتقلوا إلى السر سكنوا في عدة ديار من ديار السر ، ثم انحصر سكن أكثرهم – في منطقة السر – في بلدة ( الشريميّة ) التي بنيت سنة 1392هـ ، كما أن منهم الآن من سكن الرياض وغيرها من المدن مؤخراً .


يتبع ....

المدرس
10 / 02 / 2006, 51 : 02 PM
ولادته وحياته :

ولد الشاعر سليمان بن شريم سنة 1300في ( عين ابن قنور ) بمنطقة السر ، وكان منزل والده فيها الى وقت قريب ، وقد وهم الشاعر ( طلال السعيد ) عندما ذكر أن ولادته سنة 1305

وكان يتردد على منطقة القصيم للبحث عن عمل ، أو الوشم لزيارة أقاربه ، كما تنقل في مناطق أخرى كالكويت حيث كانت له فيها محاورات مع شعرائها ، وقد برز في شعر الرد كما برز في الغزل والهجاء والمديح والرثاء حتى حظي بشهرة كبيرة ، وله محاورات ومساجلات عديدة مع بعض شعراء عصره مثل : صقر النصافي ، ومرشد البذالي ، وعبدالله بن دويرج ، ومحمد بن ناصر الناصر ( الحريقي ) ، وعبدالله اللويحان ، ودرعان ، وعبدالرحمن بن ناصر الشريم ( في الكويت ) ، وسعد بن هدلق ، وسعد بن عبدالعزيز البواردي الملقب ( ابن دريويش ) ، وعبيّد بن سويلم الملقب ( الديدب ) ... وغيرهم

وتوفي رحمه الله في بريدة سنة 1363هـ

صفاته :

وصفه العم عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله السويلم حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية – وهو من كبار أهل الفيضة بالسر حاليّاً – بأنه : ( دقاق الملامح ، له شعر طويل مجدول ، ولحيته ليست بالطويلة ولا القصيرة ، وقال أنه كان يجالس الشاعر عبيّد بن سويلم ( الملقب الديدب ) وغيره من شعراء السر ويتسامرون ، وقال بأنه كان ذو نخوة وكرم اشتهر به وكان سبباً في فقره

وذكر الأستاذ ( بندر الدوخي ) في مقدمة كتابه ( ديوان سليمان بن شريم ) من أوصافه أنه : مديد القامة ، معتدل الجسم ، ذو لون أبيض ، يظهر على وجهه بعض النمش ، شعره مسترسل وأحياناً يضفره ، في عينيه الرطوبة ( حمص ) وقد تساقطت أهدابهما .... كما ذكر من أوصافه أنه متحدث جيّد ، شديد التأثير في سامعيه ، وأنه لم يكن يقنع أن يتحدث في مجلس رواده قلّة ، وربما دفعت هذه الظاهرة البعض إلى اتهامه بالغرور ، وأنه لا يساجل أو يرد إلا على شاعر في مستواه

هذا ما ذكره الأستاذ بندر الدوخي ولم يبيّن مصدر كلامه ، وربما كان المصدر هو أحد أسرة آل شريم ، أو أحد الشعراء الذين قابلوه ... والله أعلم بذلك

شيء من أخباره ونوادره :

قال ( سعود بن عبدالرحمن اليوسف ) في كتابه ( شعراء من الوشم ) 1 / 174 عند الرقم 4 : يروي حمد بن عبدالعزيز الحميّد عن عبدالرحمن بن إبراهيم الربيعي الذي قص عليه خروج الشاعر سليمان بن ناصر الشريم من السر إلى القصيم يقول في روايته :

خرج سليمان من السر إلى مديتني بريدة وعنيزة بسبب الفقر الذي جناه من أثر كرمه ولما استقر في القصيم لم تتبدل أحواله الماديّة والمعيشيّة . فأشار عليه بعض أصدقائه الخلص بأن يذهب إلى الحجاز لأن الحجاز أفضل معيشة من بلدان نجد ، وأفضل منتدى للشعر والشعراء . فسمع منهم واشترى ذلولاً ( راحلة ) وانضم إلى مجموعة كانت متأهبة للسفر إلى الحجاز على جمالهم وسار معهم ، ولما قطعوا نصف الطريق وبالتحديد منطقة ( ركبة ) توقفت راحلته بسبب التعب والإنهاك ، فلم يستطع مواصلة سيره ، ففضل البقاء في مكانه لعل أحداً من المارة يجد معه مركباً فيواصل رحلته إلى الحجاز ، وقال :

سافَرَت كل المواتر ماش لو سياره

مابقى الا الخاربه ومكسّر الجنحاني

جيت كني مغـــــربيّ مامعه مطّــاره

مالٍ جملة مخابي دقلته قرصـــاني

واهني الصانع اللي يصنع الطياره

كل ماطارت تخيّر في حدا البلداني

وبعد أيام قلائل مر به الأمير ( محمد بن عبدالعزيز آل سعود ) رحمه الله بصحبة رجالهم ممتطين سياراتهم اللواري ، فلما توقف أشار عليه بعض الموجودين معه بأن يذهب إلى الأمير ويخبره بقصته فهو حري بالمساعدة ، فذهب إلى الأمير وسلم عليه وسأله الأمير عن سبب مجيئه وماذا يريد ، فرفع سليمان بن شريم يده وقال هذين البيتين :

لا تخليني تراني مشلحي ونــــعالي

طالت الهجره علي وقلّت الخرجيّه

كان مالي مركب بالموتر الحــمّالي

عدّني في الجنب الآخر قربة ممليّه

فضحك الأمير وبعد ماهمّ بالمسير أركبه إلى الحجاز .

من كتاب شعراء من الوشم لسعود اليوسف 1 / 174 ، 175

المدرس
10 / 02 / 2006, 53 : 02 PM
ومن أخباره ونوادره :

قدم سليمان بن شريم إلى شقراء ، وكان الوقت نهاراً ، فرآه سعد بن دريويش ( الشاعر سعد البواردي ، وهو من جماعة بن شريم ) فاستوقفه ، ودعاه لتناول طعام العشاء معه بعد صلاة المغرب مباشرة ، فما كان من ابن شريم إلا أن استجاب لهذه الدعوة ، وفي الموعد انطلق ابن شريم إلى منزل سعد فلما وصل طرق الباب عليه ، واستمر في طرقه للباب إلا أنه تأكد في الأخير من أن المنزل خالياً حيث رأى الباب مغلقاً تماماً ، ساعتها أدرك أنه خدع وأنه وقع ضحية لمقالب سعد ، فرجع يبحث عنه هنا وهناك فأخير بأنه في مزرعة ( السفيلي ) أخبره أحد أصدقاء سعد المقربين له ، فانطلق ابن شريم مسرعاً إلى المزرعة وفعلاً وجده ضمن مجموعة من أصدقائه ينشدون شعراً فسلم عليهم ونظر ابن شريم إلى سعد فلم يتمالك سعد نفسه من الضحك

فاستأذن ابن شريم من المجموعة أن يقول شعراً فأعطوه الاذن فقال وهو موجه كلامه إلى سعد :

ألا ياسعد مانتب سعد خاب من سمّاك

طيـــور الســـعاده بيّنـــاتٍ مــواريها

تعـــزم الغريب اللي لـقيته ولا يلقاك

عــلى حــزّته دارك تغلّق مــــجاريها

تـغرّه الى وافاك ومسيره في يمناك

وكــل الــمعاني ياللّمه دارسٍ فـيها

الا ياللّمه يــاليت منتاب من ذولاك

كما ان الخياله جنسها جنس راعيها

المسير : الخيزرانه ، اللّمه : لقب لسعد بن دريويش

فرد عليه سعد البواردي ( ابن دريويش ) :

تعوّذ من الشيطان يوم اللعين أغواك

واسامي الخلايق ربك اللــي يسمّيها

انا يوم اصدد عنك بحـلٍ ادور ادواك

ابا الــعلّه اللي فـــيك حتّاي اداويها

تراني ولد عمك ومجناي من مجناك

طــيور الــحرار النادره لا تـــردّيها

الا يالــحبارى جاك حرٍّ صرم علباك

كما ان الــحبارى ريشها ما يوقّيها

حتاي : بمعنى حتى ، المجنا : هو الأصل ، ويقصد بأننا من أصل واحد معاتباً له على المعايرة

من كتاب ( شعراء من الوشم ) لسعود اليوسف 1 / 177 - 179 بتصرف

السنافي
10 / 02 / 2006, 19 : 06 PM
يعطيك ألف عافيه يالمدرس

فعلا هذا ماينقصنا سيرة الشعراء الكبار

الذين لهم باع طويل في الشعر

فهم مدارس لهذا الجيل بجزالة شعرهم وبساطة ألفظهم ..

كل الشكر على هذا المجهود الطيب

المدرس
12 / 02 / 2006, 36 : 07 PM
مشكور

ونحن في خدمة تمير واهلها


ونحن على الطريق

L O R D
13 / 02 / 2006, 24 : 10 PM
يعطيك ألف عافيه يالمدرس

فعلا هذا ماينقصنا سيرة الشعراء الكبار

الذين لهم باع طويل في الشعر

فهم مدارس لهذا الجيل بجزالة شعرهم وبساطة ألفظهم ..

كل الشكر على هذا المجهود الطيب

المدرس
06 / 03 / 2006, 26 : 08 PM
اخوي الغالي مغاط جابر


الف شكر على كلماتك الجميلة



وأشكر جهودك الرائعة في نجاح المنتدى