المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حجاج «آخر اللحظات» يبكون فرحاً..!


سُلاَفْ القَصِيدْ
03 / 10 / 2014, 03 : 11 AM
«إنسانية المملكة» نقلتهم من المستشفيات وحققت أمنياتهم للوقوف على صعيد عرفات بإشراف طبي

حجاج «آخر اللحظات» يبكون فرحاً..!

http://s.alriyadh.com/2014/10/02/img/471961911767.jpg

يأتون من كل فج عميق لينالوا شرف الوقوف بيوم عرفة ويؤدوا مناسك الحج، وهم ينتظرون هذا اليوم "الحلم" بالسنين، فهناك من يحج وقد بلغ من الكِبر عتيا، ومنهم من لا تأتيه الاستطاعة إلاّ وفيه من الأمراض ما الله به عليم، ومنهم من يكون له الاستطاعة المادية والجسدية، ولكن قد أنهكه الانتظار، ورغم كل هذه العوائق يظل حلمهم مستمراً بالوقوف يوم عرفة وأداء مناسك الحج.. قد يصلون متأخرين عن ركب الحجيج، ويسابقون الزمن للفوز بنفحات يوم الدعاء الأفضل، يصلون وقلوبهم تهفو وألسنتهم تلهج بالدعاء، إلاّ أنّ قلوب بعضهم قد لا تتحمل الموقف فمنهم من يمرض ومنهم من يصاب بذبحة صدرية، وآخرون قد يتعرضون لأمراض فيروسية، أو حوادث مرورية تحول بينهم وبين ركن الحج الأكبر وهو "يوم عرفة"، فيقفون هذا اليوم خارج عرفات في سيارات الإسعاف أو في مستشفيات عرفة، لكن أعينهم تترقب التجمع الأكبر، وقلوبهم تنبض بالرجاء والدعاء لتحقيق أمنية العمر.
يتواجدون في آخر اللحظات للارتواء من "يوم عرفات"، وإطفاء عطش النفوس بالتعرض لنفحات يوم فضل الدعاء فيه مُختلف عن سائر الأيام، يساعدهم في ذلك قلوب خاشعة ومتعاطفة مع حالتهم الإنسانية وظروفهم المرضية، حيث ساهمت المملكة بإنسانية تعكس مبادئها الإسلامية وقيم وعادات مجتمعها في توفير قوافل صحية؛ لمساعدة من أقعده المرض من الحجاج لإدراكه في اللحظات الأخيرة، من أجل إعانته على إتمام نسكه حتى لو على كرسي متحرك أو سرير في سيارة إسعاف، مع توفير طبيب وممرض بحسب كل حالة لمرافقتها أثناء التصعيد.
كبار السن
وقد يكون حجاج الخارج أكثر الحجاج المعرضين للأمراض -خاصةً من هم كبار في السن-، حيث يصابون إما بأمراض القلب أو الكلى أو الحوادث، أو حتى الإعياء وضربات الشمس؛ مما يضطرهم للدخول للمستشفى، وتلقي العلاج اللازم والذي قد يطول حسب الحالة المرضية، ومنهم من يحتاج لعمليات جراحية، وبعدها ينقل تحت الملاحظة بالعناية المشددة، فيأتي يوم "عرفة" وهم ما زالوا تحت الملاحظة؛ مما دعا وزارة الصحة لتجهيز مستشفياتها بالمشاعر بكامل التجهيزات الطبية لنقل المرضى إلى مستشفيات "منى" و"عرفة"، لإتمام حج هؤلاء الحجاج الذين جاؤوا يبتغون سبيلاً إلى الله.
وقد سبق وأن عبّر العديد من الحجاج المنومين عن سعادتهم لما لقوه من اهتمام بالغ من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، حيث حرصت وزارة الصحة على تسخير كافة الإمكانات لتمكينهم من أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة، خصوصاً وأنّهم يعانون من ظروف صحية اضطرتهم للتنويم في المستشفيات، متمنين لحكومة المملكة كل التوفيق في أداء رسالتها السامية في خدمة الإسلام والمسلمين.
قوافل صحية
وبيّن "د. نادر حمزة مطير" -مدير مستشفى منى الجسر- أنّهم جاهزون لتقديم كافة الخدمات الطبية والعلاجية لضيوف الرحمن، والتعامل مع كافة الحالات، موضحاً أنّ الوزارة تخدم في كل عام بخدمات كبيرة جدا في خدمة ضيوف الرحمن سواء في تقديم الخدمات الصحية أو في الخدمات الأخرى ومنها توفير قوافل طبية تضم حافلات مدعمة بطاقم وأجهزة طبية لتمكين الحجاج المرضى المنومين بالمستشفيات من الصعود إلى مشعر عرفات وإكمال مناسك حجهم، كما تم تسيير سيارات الإسعافات اللازمة لنقل الحجاج من مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة ومستشفيات مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بهذا الخصوص، مشيراً إلى أنه تم تخصيص ممرض مختص لمرافقة كل مريض.



http://s.alriyadh.com/2014/10/02/img/660536847775.jpg






سيارات الإسعاف تنقل المرضى والمصابين من حجاج بيت الله الحرام



حافلات مجهزة
وأكّد "عبدالوهاب شلبي" -الناطق الإعلامي لصحة مكة- أنّ الوزارة جهزت ثلاث قوافل صحية من مكة، وواحدة من مستشفى "منى"، ومثلها من شرق "عرفات"، وأخرى من مستشفى المدينة، مبيّناً أنّه يتم يوم التاسع تقييم حالة المرضى بمستشفيات المشاعر، تمهيداً لتصعيدهم إلى "عرفات" بالتنسيق مع الجهات المعنية، وسلامة وصولهم بدون أي أضرار على صحتهم، مشيراً إلى أنّ هناك فرقا خاصة لتجهيز حافلات خاصة تضم كافة التجهيزات الطبية لجميع المرضى الذين تسمح حالتهم المرضية بالتصعيد مجهزة بكادر طبي مكون من أطباء وفريق تمريض، يكون على أهبة الاستعداد، ويتحرك مع الحافلات التي يتم تهيئتها منذ العاشرة صباح يوم عرفة إلى ال(12) ظهراً، وبعض الحالات الحرجة يتم نقلها بالإسعاف لمستشفى "عرفة"، موضحاً أنّه بعد الوقوف بعرفة يتم التنسيق مع إدارة التوعية الدينية لإكمال النسك عن المرضى، بعد توكيلهم بذلك في حال تعذر عليهم إتمامها بأنفسهم.
حجاج الخارج
ويُعد الحجاج المرضى المنومون في مستشفيات العاصمة المقدسة شريحة كبيرة من حجاج اللحظات الأخيرة، نظراً لإصابتهم بعارض صحي أو حادث مروري، وقد جهزت وزارة الصحة قوافل صحية للمرضى المنومين من الحجاج لتمكينهم من الوقوف على صعيد عرفات، حيث تم توفير كافة الإمكانات اللازمة الطبية والصحية والفنية والتمريضية للحالات حتى يتسنى للقوافل أداء مهمتها على أكمل وجه.



http://s.alriyadh.com/2014/10/02/img/735218957531.jpg






أطباء يشرفون على متابعة الحاج المريض



تهيئة مبكرة
وكانت وزارة الصحة قد كشفت في إحصائية أنّ مرافقها الصحية واصلت هذا العام تقديم الخدمات الصحية النوعية لحجاج بيت الله الحرام، حيث تم إجراء (26) عملية قسطرة قلبية، و(118) عملية غسيل كلى وعملية جراحية واحدة للقلب المفتوح و(3) عمليات مناظير، مبيّنةً أنّ (21340) مريضاً من حجاج بيت الله الحرام راجعوا المرافق الصحية بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة.
يذكر أنّ وزارة الصحة قد هيأت خلال موسم حج هذا العام (25) مستشفى (4) بمشعر عرفات، و(4) بمنطقة منى، و(7) بالعاصمة المقدسة، و(9) بمستشفيات بالمدينة المنورة، إضافةً لمدينة الملك عبدالله الطبية.
وبلغ عدد أسرّة التنويم بمستشفيات مناطق الحج حوالي (5250) سريراً، و(4200) سرير تنويم في الأقسام المختصة، و(500) سرير عناية مركزة، و(550) سرير طوارئ، كما تم تشغيل (141) مركزاً صحياً دائماً وموسمياً في مناطق الحج، منها (43) مركزًا صحياً بالعاصمة المقدسة، و(80) مركزاً صحياً بالمشاعر المقدسة: (46) بمنطقة عرفات، و(6) بممر المشاة بمزدلفة، وجسر الجمرات، و(28) بمنطقة منى، و(18) مركزاً صحيًّا بالمدينة المنورة، إضافةً إلى (17) مركزاً صحياً للطوارئ على جسر الجمرات، و(3) مراكز إسعافية متقدمة في الحرم المكي الشريف، كما شهد هذا العام تشغيل عدد (18) نقطة طبية تقع على جانبي محطات القطار، و(6) نقاط طبية بمشعر عرفات، ة(6) نقاط طبية بمشعر مزدلفة، ة(6) نقاط طبية بمشعر منى، كما تم توفير (100) سيارة إسعاف صغيرة، و(80) سيارة إسعاف كبيرة مزودة بأحدث الأجهزة.



http://s.alriyadh.com/2014/10/02/img/910184634150.jpg







التأكد من معلومات المرضى قبل تصعيدهم