المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما رأيكم بمصير هذا الظالم ؟


علاوي
10 / 12 / 2003, 50 : 10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ما رأيكم بمصير هذا الظالم ؟

الحمد لله قاهر الظالمين والمنتقم من الجبارين لا إله إلا هو رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله والتابعين.
أحبتي:

ربي وعلا بين في كتابه أن الميزان عنده ليس بالذرة فحسب، فهذه الذرة مع صغرها لكن ربي العدل يجزي بمثقال الذرة.

" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ًيرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا ًيره " .

هاتان الآيتان ختام سورة الزلزلة من قصار السور في القرآن ومع أن أبناءنا يحفظونهما ويرددونهما لكن ما نقول في كبير لا يهتم لهما .

إن ربي جل وعلا يجزي بمثقال ذرة خير ٍ خيرا كثيرا .

وإن ربي يملي للظالم بظلمه حتى إذا أخذه لم يفلته .

" ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون "

" فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام "

حتى إذا آن أوان مجازاة الظالم فلا قوة على وجه الأرض بل ولا في الكون كله يمكن أن تمنع " ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع " .

الظلم ظلمات يوم القيامة ، والمظلوم له رب ينصره في الدنيا قبل الآخره .

تنام عيناك والمظلوم منتبه ٌ يدعو عليك وعين الله لم تنم

فبالله عليك كيف تجرؤ على أن تبيت ظالما ؟ !

لقد ساق الله في كتابه ما يكفي للاعتبار . ولكن سنن الله في الكون تأبى إلا أن ترينا مصارع الظالمين .

سأحدثك بقصة هذا الظالم فلعلها تطير النوم من عين كل ظالم ، وما أظن والله أن من له قلب يستطيع أن ينام بظلمه ، ومن يدري فرحمة الله واسعة فلعل ظالم يقرأها فلا ينتظر المبيت بل يبادر من وقته إلى من ظلمه ليتمنى منه المسامحة فمن يدري متى تنزل عقوبة الظالم .

هذه القصة حدثت في حي كان يسكن فيه خالي الدكتور أبو عبد الله وعاصرها بنفسه ورواها لي ، وقد ذكرت مصدرها لأؤكد أنها واقعية وليست نسجا من خيال .

رجل استأجر أجير فجعل الأجير يعمل ثم لا أجر ثم يعمل ثم لا أجر ثم يعمل ولا أجر .

طالب الأجير بماله فلم يعطيه ، ويبدو أن الرجل قد تعود الظلم نعوذ بالله من الران على القلب .

لجأ الأجير إلى تخويف صاحب العمل بالجبار جل في علاه ، ولكن لم يجدي .

بدء المظلوم يتكلم وراح الخبر ينتشر ، فزاد الظالم في ظلمه ظانا ً أنه سيتخلص من هذا الأجير المزعج وتنتهي القصة .

لفق صاحب العمل للأجير تهمه تم على أثرها القبض عليه وثبتت التهمه المحبوكة وتم ترحيل الأجير المظلوم من بلد هذا الظالم .

فرح الظالم بظلمه ولم يدرى أن دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويقول وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين .

ركب الظالم سيارته الجديدة جدا ً ذات الدفع الرباعي وانطلق يشق الرمال في الصحراء والله عز وجل قد أنظره إلى تلك اللحظة وهاهو العقاب نازل وأمر لله للسيارة نازل قفي ، فمن يستطيع أن يحركها خطوة واحدة ؟ !

السيارة الجديدة تقف ؟ ! نعم إنه بأس ربك " فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا " ؟ .

وأين وقفت في وسط الرمال في صحراء مقفرة ، ولكن مازالت فرصة النجاة موجودة .

أخرج هاتفه المتحرك ، ولكنه لا يعمل .

كيف انقطع الإرسال فجأة ؟ !

إنه أمر الله وعفوك يا ربي عفوك .

بقي هذا الظالم يوما كاملا يحاول النجاة فلم يستطع حتى فتح محرك سيارته وشرب ماء تبريد المحرك ليعجل موته قبل أن تكون أسرته قد تحركت للبحث مع الجهات الرسمية ليجدوه في اليوم التالي ميتا ً بجوار سيارته .

ميتة شنيعة أليس كذلك ؟

فما بالكم بعذاب الآخرة ؟ .

" ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون "

" ولعذاب الآخرة أشد وأبقى "

والله يتمنى الإنسان أن لو خرج من كل مظلمة من مظالم العباد ولو بمال الدنيا .

يا رب سلمنا في هذه الدنيا من ظلم العباد .

يا رب إنا نخاف إن عصيناك عذاب يوم عظيم ، فأجرنا يا ربي منه .

وصل وسلم يا ربي على المبعوث بالعدل النبي أحمد وعلى آله ومن تعبد .

كتبها من يرجو عفو ربه



منقــــول * الفقة الإسلامي *