توأم الجود
11 / 01 / 2006, 28 : 05 AM
ان تضخم البروستاتا الحميد مع أعراضه البولية الكلاسيكية مرض شائع ومنتشر عالمياً يصيب الملايين من الرجال الذين تجاوزوا 50 سنة من العمر بنسبة حوالي 40٪ بعد سن الستين و90٪ بعد سن الخامسة والثمانين مع حدوث أعراض بولية منغصة عند حوالي 50٪ منهم فضلاً ان تلك الحالة قد تؤثر على الطاقة الجنسية بنسبة 90٪ وتسبب العجز الجنسي في حوالي 50٪ من تلك الحالات. وقد انتشر العلاج الدوائي عالمياً لمعالجة تلك الحالتين قبل اللجوء إلى القيام بأي عمل جراحي وتكاثرت العقاقير المتداولة لهما مع نتائج جيدة في معظم تلك الحالات ناهيك ان بعضها قد تتفاعل وتشكل خطراً طبياً فادحاً إذا لم يستدرك الاخصائي المعالج احتمال تأثيرها إذا ما استعملت معاً والحؤول دون حدوث هذا التفاعل الخطير وسنحاول في هذه المقالة مراجعة أبرز تلك العقاقير وتوضيح آليتها الفرفكولوجية وأسباب احتمال أعراض جانبية من جراء مزجها في معالجة الأعراض الجنسية والبولية معاً.
ان الكثير من الرجال الذين يشكون من تضخم البروستاتا الحميد أو انسداد في عنق المثانة مع أعراض بولية تشمل الالحاح وتكرار التبول وتقطعه وتباطؤه وعدم القدرة على افراغ المثانة دفعة واحدة مصابون بفرط تقلص العضلات البروستاتية وتخاذل وظيفة المثانة. ومن المعلوم ان تلك الأعراض البولية تزداد شدة مع التقدم في السن وتؤثر على الطاقة الجنسية عند معظم هؤلاء الرجال وتسبب لهم اضطرابات نفسية وتنغص حياتهم مما يستدعي إلى استعمال بعض العقاقير لمعالجة تلك الحالتين مع ما قد يحصل من تفاعل عكسي لها ومضاعفات طبية قد تكون خطيرة خصوصاً ان معظم هؤلاء الرجال مصابون ايضاً بأمراض أخرى كفرط الضغط الدموي والأمراض القلبية والوعائية التي تستدعي إلى المعالجة الدوائية الاضافية التي قد تزيد نسبة تلك المضاعفات إذا لم يتداركها الطبيب المعالج.
وقد أظهرت عدة دراسات ان حوالي 60٪ من الرجال المسنين يتناولون عدة عقاقير لمعالجة فرط الضغط الدموي بدون التوصل إلى ضبطه في العديد من تلك الحالات وان التقدم في السن وحدوث عدة أمراض عند هؤلاء الرجال وتناولهم أدوية مختلفة لها تعرضهم إلى حدوث تأثر عكسي لبعض تلك العقاقير غير السليمة إذا ما امتزجت ناهيك ان صرفها قد يكون ضرورياً رغم احتمال مضاعفاتها مما يضع استعمالها في معادلة المنفعة الطبية مقابل خطورة تفاعلها ويحمّل الاخصائي المعالج أهمية كبرى في اختيار أفضلها وأسلمها إذا ما أمكن الأمر وترقب أية أعراض جانبية تدفعه إلى استبدالها أو توقيف استعمالها. وإذ انه من البديهي ان أغلبية الأطباء الذين يعالجون حالات تضخم البروستاتا الحميد والعجز الجنسي الناتج عنها قد يجهلون مدى وخطورة تلك العقاقير إذا ما استعملت معاً فعلينا إرشادهم وتثقيف المرضى حول تلك المضاعفات ليتنبهوا إلى حصولها واستشارة طبيبهم فوراً في حال حدوثها.
محصرات ألفا واحد التابعة للجهاز العصبي الودَّي
ان مستقبلات ألفا واحد التابعة للجهاز العصبي الودي محصورة عامة في العضلات الملساء غير الوعائية في المثلث المثاني والصمامات البولية وفي الجهاز الهضمي وحماماته وفي بعض الأنسجة غير العضلية كالجهاز العصبي والكبد والكلى.. وفي حالات تضخم البروستاتا الحميد مع حصول الأعراض البولية التي ذكرناها سابقاً قد تكون مسبباتها، أما الضغط المباشر على الاحليل نتيجة التضخم البروستاتي مع عصره وأما تقلصات العضلات الملساء داخل تلك الغدة نتيجة فرط نشاط الجهاز الودي المتمثل بمستقبلات ألفا واحد مما أدى إلى استعمال محصرات لهذا الجهاز لتخفيض الضغط على الاحليل وإرخاء العضلات الملساء وتحسين وسرعة جريان البول عبر عنق المثانة والاحليل البروستاتي بدون التأثير على قلوصية عضلات المثانة. وهنالك ثلاث فئات للمستقبلات الودية لألفا واحد هي ألفا واحد «أ» (A)، وألفا واحد «ب» (B) وألفا واحد «د» (D) فضلاً أن أبرزها في منطقة البروستاتا هي ألفا واحد «أ» التي تكوّن حوالي 70٪ من تلك المستقبلات الودية. وقد استعملت عدة عقاقير لحصر وتثبط تلك المستقبلات الودية ألفا «أ» منها غير الانتقائية مثل «دوكسازوسين» Doxazosin و«تيرازوسين» Terazocin ومنها الانتقائية مثل «تمسسولوسين» Tamsulosin وأ لفوزوسين Alpazocin التي تختلف منه حيث حرائكها وأعراضها الجانبية وتفاعلها مع بعض الأدوية الأخرى وطريقة اطراحها خارج الجسم أم في البول أو في البراز. ورغم ان جميع تلك العقاقير قد تعطي نفس النتائج في معالجة تضخم البروستاتا الحميد مع تحسين الأعراض البولية بنسبة حوالي 60٪ من تلك الحالات إلا انها تختلف في نسبة مضاعفاتها وضرورة الامتناع عن استعمالها في بعض الحالات كالفشل الكلوي المزمن حيث ينصح بعدم استعمال أ«لفوزوسين» أو «دوكسازوسين» أو «تيرازوسين» واستبدالها بال«تسمسولوسين» الذي يطرح عبر الكلى في البول بدلاً من إطراحه في البراز عبر الجهاز الهضمي كما يحصل مع العقاقير الأخيرة. وفي حال حدوث فشل كبدي يستحسن الامتناع عن استعمال عقار «ألفوزوسين» الذي يستقلب فيه لمنع زيادة معدله في الدم مما قد يسبب هبوطاً في الضغط الدموي. وأما بالنسبة إلى الأعراض الجنسية نتيجة استعمال تلك المحصرات لألفا واحد وأهمها القذف التراجعي إلى المثانة الذي قد يحصل بنسبة 20٪ إلى 30٪ بعد تناول عقار «تمسولوسين» إلا انه نادراً ما يحصل باستعمال «ألفوزوسين» الذي لا يساعد على تحسين الأعراض البولية فحسب بل المشاكل الجنسية ايضاً في العديد من تلك الحالات.
مثبطات أنزيم «ريدكتاز» ألفا (( Salpha Reductase5
وأما الفئة الثانية من العقاقير التي تستعمل في معالجة تضخم البروستاتا الحميد فهي مثبطات أنزيم «ريدكتاز» ألفا (5) الذي يحول الهرمون المذكر «التستوستتبرون» إلى الهرمون الأكثر فعالية ومقدرة «الديهروتستوستيرون» الذي يحث إلى تضخم الغدد البروستاتية ويساهم في فرط تنسيج تلك الغدة. فتلك العقاقير «فيناستيرايد» Finasteride و«دوداستيرايد» Dutasteride تسبب خموراً جزئياً في البروستاتا وتخفض حجمها بنسبة حوالي 25٪ ولا تساعد على تحسين الأعراض البولية وحسب بل تقلل نسبة حدوث احتباس بولي والحاجة إلى القيام بالجراحة بنسبة حوالي 55٪ مع أعراض جانبية طفيفة أبرزها الضعف الجنسي في حوالي 6٪ وتخاذل القذف بنسبة حوالي 7٪ فضلاً انها تتفاعل مع العقاقير الأخرى المستعملة لمعالجة العجز الجنسي وانها لا تحتاج إلى تخفيض جرعتها في حال حدوث فشل كلوي.
:40:
ان الكثير من الرجال الذين يشكون من تضخم البروستاتا الحميد أو انسداد في عنق المثانة مع أعراض بولية تشمل الالحاح وتكرار التبول وتقطعه وتباطؤه وعدم القدرة على افراغ المثانة دفعة واحدة مصابون بفرط تقلص العضلات البروستاتية وتخاذل وظيفة المثانة. ومن المعلوم ان تلك الأعراض البولية تزداد شدة مع التقدم في السن وتؤثر على الطاقة الجنسية عند معظم هؤلاء الرجال وتسبب لهم اضطرابات نفسية وتنغص حياتهم مما يستدعي إلى استعمال بعض العقاقير لمعالجة تلك الحالتين مع ما قد يحصل من تفاعل عكسي لها ومضاعفات طبية قد تكون خطيرة خصوصاً ان معظم هؤلاء الرجال مصابون ايضاً بأمراض أخرى كفرط الضغط الدموي والأمراض القلبية والوعائية التي تستدعي إلى المعالجة الدوائية الاضافية التي قد تزيد نسبة تلك المضاعفات إذا لم يتداركها الطبيب المعالج.
وقد أظهرت عدة دراسات ان حوالي 60٪ من الرجال المسنين يتناولون عدة عقاقير لمعالجة فرط الضغط الدموي بدون التوصل إلى ضبطه في العديد من تلك الحالات وان التقدم في السن وحدوث عدة أمراض عند هؤلاء الرجال وتناولهم أدوية مختلفة لها تعرضهم إلى حدوث تأثر عكسي لبعض تلك العقاقير غير السليمة إذا ما امتزجت ناهيك ان صرفها قد يكون ضرورياً رغم احتمال مضاعفاتها مما يضع استعمالها في معادلة المنفعة الطبية مقابل خطورة تفاعلها ويحمّل الاخصائي المعالج أهمية كبرى في اختيار أفضلها وأسلمها إذا ما أمكن الأمر وترقب أية أعراض جانبية تدفعه إلى استبدالها أو توقيف استعمالها. وإذ انه من البديهي ان أغلبية الأطباء الذين يعالجون حالات تضخم البروستاتا الحميد والعجز الجنسي الناتج عنها قد يجهلون مدى وخطورة تلك العقاقير إذا ما استعملت معاً فعلينا إرشادهم وتثقيف المرضى حول تلك المضاعفات ليتنبهوا إلى حصولها واستشارة طبيبهم فوراً في حال حدوثها.
محصرات ألفا واحد التابعة للجهاز العصبي الودَّي
ان مستقبلات ألفا واحد التابعة للجهاز العصبي الودي محصورة عامة في العضلات الملساء غير الوعائية في المثلث المثاني والصمامات البولية وفي الجهاز الهضمي وحماماته وفي بعض الأنسجة غير العضلية كالجهاز العصبي والكبد والكلى.. وفي حالات تضخم البروستاتا الحميد مع حصول الأعراض البولية التي ذكرناها سابقاً قد تكون مسبباتها، أما الضغط المباشر على الاحليل نتيجة التضخم البروستاتي مع عصره وأما تقلصات العضلات الملساء داخل تلك الغدة نتيجة فرط نشاط الجهاز الودي المتمثل بمستقبلات ألفا واحد مما أدى إلى استعمال محصرات لهذا الجهاز لتخفيض الضغط على الاحليل وإرخاء العضلات الملساء وتحسين وسرعة جريان البول عبر عنق المثانة والاحليل البروستاتي بدون التأثير على قلوصية عضلات المثانة. وهنالك ثلاث فئات للمستقبلات الودية لألفا واحد هي ألفا واحد «أ» (A)، وألفا واحد «ب» (B) وألفا واحد «د» (D) فضلاً أن أبرزها في منطقة البروستاتا هي ألفا واحد «أ» التي تكوّن حوالي 70٪ من تلك المستقبلات الودية. وقد استعملت عدة عقاقير لحصر وتثبط تلك المستقبلات الودية ألفا «أ» منها غير الانتقائية مثل «دوكسازوسين» Doxazosin و«تيرازوسين» Terazocin ومنها الانتقائية مثل «تمسسولوسين» Tamsulosin وأ لفوزوسين Alpazocin التي تختلف منه حيث حرائكها وأعراضها الجانبية وتفاعلها مع بعض الأدوية الأخرى وطريقة اطراحها خارج الجسم أم في البول أو في البراز. ورغم ان جميع تلك العقاقير قد تعطي نفس النتائج في معالجة تضخم البروستاتا الحميد مع تحسين الأعراض البولية بنسبة حوالي 60٪ من تلك الحالات إلا انها تختلف في نسبة مضاعفاتها وضرورة الامتناع عن استعمالها في بعض الحالات كالفشل الكلوي المزمن حيث ينصح بعدم استعمال أ«لفوزوسين» أو «دوكسازوسين» أو «تيرازوسين» واستبدالها بال«تسمسولوسين» الذي يطرح عبر الكلى في البول بدلاً من إطراحه في البراز عبر الجهاز الهضمي كما يحصل مع العقاقير الأخيرة. وفي حال حدوث فشل كبدي يستحسن الامتناع عن استعمال عقار «ألفوزوسين» الذي يستقلب فيه لمنع زيادة معدله في الدم مما قد يسبب هبوطاً في الضغط الدموي. وأما بالنسبة إلى الأعراض الجنسية نتيجة استعمال تلك المحصرات لألفا واحد وأهمها القذف التراجعي إلى المثانة الذي قد يحصل بنسبة 20٪ إلى 30٪ بعد تناول عقار «تمسولوسين» إلا انه نادراً ما يحصل باستعمال «ألفوزوسين» الذي لا يساعد على تحسين الأعراض البولية فحسب بل المشاكل الجنسية ايضاً في العديد من تلك الحالات.
مثبطات أنزيم «ريدكتاز» ألفا (( Salpha Reductase5
وأما الفئة الثانية من العقاقير التي تستعمل في معالجة تضخم البروستاتا الحميد فهي مثبطات أنزيم «ريدكتاز» ألفا (5) الذي يحول الهرمون المذكر «التستوستتبرون» إلى الهرمون الأكثر فعالية ومقدرة «الديهروتستوستيرون» الذي يحث إلى تضخم الغدد البروستاتية ويساهم في فرط تنسيج تلك الغدة. فتلك العقاقير «فيناستيرايد» Finasteride و«دوداستيرايد» Dutasteride تسبب خموراً جزئياً في البروستاتا وتخفض حجمها بنسبة حوالي 25٪ ولا تساعد على تحسين الأعراض البولية وحسب بل تقلل نسبة حدوث احتباس بولي والحاجة إلى القيام بالجراحة بنسبة حوالي 55٪ مع أعراض جانبية طفيفة أبرزها الضعف الجنسي في حوالي 6٪ وتخاذل القذف بنسبة حوالي 7٪ فضلاً انها تتفاعل مع العقاقير الأخرى المستعملة لمعالجة العجز الجنسي وانها لا تحتاج إلى تخفيض جرعتها في حال حدوث فشل كلوي.
:40: