المرهف
25 / 11 / 2013, 14 : 05 AM
وتمرُّ سنةٌ على رحيلكِ أمَّاه
12/12/1433هـ الأحد يومٌ محفورٌ في الذاكرة وسيظل لأنه رحلت برحيله روحٌ طاهرة إلى ربها رحلت فيه روح أمي الغالية الحنون التي فقدتُ برحيلها طعم الحياة ولذتها فقدتُ الحنان والدعوات المباركات والمحياالطلق واللسان العذب والحب الصادق والرحمة الغامرة والعطف الوافر فارقتني بجسدها الطاهر ولكنها باقيةٌ في قلبي حُبًا خالدةٌ في فكري ذكرى لم تفارقني ذكراها قط فيمرُّ طيفُها في مخيلتي وينطلق لساني مُترحِّمًا عليه داعيًا لها بالمغفرة والرضوان وعالي الجِنان وجعلتُ لها في كل صلواتي نصيبًا من الدعاء بِرًا ووفاءً وعرفانًا ولمعرفتي بحاجتها لهذا الحبل العظيم الذي يوصلني وإياها بالرب الرحيم العظيمٍ المجيب الذي يحب السائلين وأزورُ قبرها الذي احتضنها بين الفينة والأخرى فأجثو عنده وأسلِّم عليها وأدعو لهارجاءَ أُنسها وزوال وحشتها في غربتها في قبرها وتمرُّ بي ذكرياتٌ كثيرةٌ و مواقف عديدة كانت لي معها وأتذكُّر حُبها للاجتماع وفرحتها بلقاء أحبابها من أولادٍ وأقارب وصديقاتٍ وجيران وسعيها الحثيث في الصلة فقد كانت – رحمها الله – وصولةَ رحمٍ وسيدةَ وفاء وصادقةَ إخاء تجتهدُ في دعوة أولادها فتجمعهم عندها وتشعر في تلك اللحظات أنها مالكةٌ الدنيا بأسرها فقد كان يملؤها السرور والحبور ويُشرق محياها وتتمنى أن تُقدِّم لهم أغلى ماتملك ولايكتمل هناؤها إلا بدعوة أخواتها الثلاث اللاتي تُحبهن حُبًا عظيمًا وعن جيرانها لاتسل عن المساحة التي في قلبها لهن وخاصةً جارتها أم عبدالله المناع والتي لايكاد يمر يومٌ إلا ولها معها لقاء أو اتصال فهي أغلى صويحابتها وكانت والدتي تسميها حبيبة الروح وقد أحببنُها من حبي أمي لها ولها عندنا التقدير والاحترام وقدكان فراق أمي عليها صعبًا مرًا واستمرت- حفظها الله- على وفائها بزيارة أُختيَّ والسؤال عني وعن إخوتي وأولادناألاماأجمل الحياة بالأوفياء!إنهم نور الحياة ولذتها.. أما عن الأقارب والصديقات فقدكانت تواصلهم وتصلهم تطمئن عليهم وتُشاركهم أفراحهم وأتراحهم وتحمل همومهم وإن كان على حساب صحتها وترى أن الحياة بدون الوصل لاقيمةَ لها ولامعنى فتعب قلبُها الكبيرالذي توقف نبضُها وسكن بهدوءٍ بعد أن كان نابضًا بالحب ممتلئًابالوفا وصدق الإخاء ...كم أنتِ عظيمةٌ ياأمي الغالية ! أتعلمين أيتها الحنون أن بيتكِ الذي كنتِ تملئينه أُنسًا ونورًا وبركةً بات بعدك مظلمًا موحشًا شَعُر بذلك والدي – متَّعه ربي بالصحة والعافية- قبلي وكُنتُ إذا دخلتُ لحاجةٍ أو ضرورة لوسط بيتك أو أقبلتُ إلى حيث سريركِ ومجلسكِ فإنه يعصرني الألم ويحلُّ شبح الحزن في قلبي فأسترجع وأحمدُ الله وألهج من أعماق فؤادي لكِ بالدعاء ويطمئن قلبي فأخرج سريعًا من البيت الذي فقد بريقه ولن يملأه أحدٌ كما ملأتِه بحضوركِ الوارف وصلواتكِ الطيبة ودعواتكِ الغالية وصوتكِ العذب الذي لازال يرنُّ في مسمعي تنادين من حولكِ وترحبين بزوّاركِ وهاهي سنةٌ كاملةٌ تمرُّ على رحيلكِ عنا ويكون اليوم الثاني عشر من ذي الحجة الذي هيَّج أحزاني وأبكاني وهزَّ وجداني وأرغم بناني أن يسطِّر شيئًا من أشجاني لعله يُخفِّفُ شيئًا من وجْدي وحزني على فراقكِ أيتها الحنون فيومُ العيدِ شعرتُ باليتم حقًا حيث كنتُ معتادًا على معايدتكِ بعد خروجي من المصلى مباشرة فيكتمل عيدي وفرحتي بكِ ولكن هذا العيد خرجتُ هائمًا على وجهي لا ألوي على شيء حزينًا والأسى يملأ جوانحي فوصلتُ إلى بيتي أتجرَّعُ الألم وأجتهد في التخفيف عن نفسي بالحمد والاسترجاع والدعاء لكِ وكان أكثر مايُخففُ مرارة الحزن في قلبي كتاب الله الذي أتلوه فيطمئنُ قلبي وتنزل السكينةُ فيه.
أُمَّاهُ لقد تغيرت حياتنا بعدكِ كثيرًا على كافة المستويات لأن وجودكِ كان بركةً علينا
وإننا لنتعزى بوالدنا الغالي فهو باب الجنة الباقي لنا بعد أن فقدنا بابًا غاليا وهو أنتِ
صغيرتي التي تدلفُ إلى عامها الرابع تذكرني بكِ كثيرًا فقد أراد الله أن تكون نموذجًا مصغَّرًا منكِ في بعض التصرفات وبين الآونة وأختها تسألني عنكِ فأجيبها بعبارةٍ بسيطةِ موجزة إنكِ عند ربي فماأرحم المضيف وأكرمه وأعزه ! وماأغلى الضيف !
ليتكِ أيتها الغالية حاضرةً كي تري صور المسجد والبئر اللذين جعلناهما لكِ وقفًا في إحدى الدول المسلمة المحتاجة وإننا لنرجو أن يصلكِ أجرهما موفورًا وأنتِ في قبركِ ويتتابع عليكِ الثواب كي تتبدد وحشتكِ وتغشاكِ رحمة الله وعظيم فضله بهذه الصدقة الجارية التي لن ينقطع عملكِ بها بإذن المولى جل في علاه مع دعواتُ أولادكِ التسعة الذين ربيتِهم على الصلاة ونشأتِهم على طاعة الله حيث سيواصلون الدعاء لكِ والصدقة عنكِ والبر بكِ سعيًا منهم في رد الجميل الذي يطوِّق أعناقهم فلتنامي في قبركِ آمنةً مطمئنةً ولينزل الله على قبركِ الضياء والنور والفسحة والسرور وليؤمن المولى فزعكِ يوم البعث والنشور ويجعلك سبحانه في الجنان من الحور... آمين ... آمين... آمين
بقلم ابنك المحب/ عبدالله بن سعد الغانم – تمير - كُتبت يوم 12/12/1434هـ
12/12/1433هـ الأحد يومٌ محفورٌ في الذاكرة وسيظل لأنه رحلت برحيله روحٌ طاهرة إلى ربها رحلت فيه روح أمي الغالية الحنون التي فقدتُ برحيلها طعم الحياة ولذتها فقدتُ الحنان والدعوات المباركات والمحياالطلق واللسان العذب والحب الصادق والرحمة الغامرة والعطف الوافر فارقتني بجسدها الطاهر ولكنها باقيةٌ في قلبي حُبًا خالدةٌ في فكري ذكرى لم تفارقني ذكراها قط فيمرُّ طيفُها في مخيلتي وينطلق لساني مُترحِّمًا عليه داعيًا لها بالمغفرة والرضوان وعالي الجِنان وجعلتُ لها في كل صلواتي نصيبًا من الدعاء بِرًا ووفاءً وعرفانًا ولمعرفتي بحاجتها لهذا الحبل العظيم الذي يوصلني وإياها بالرب الرحيم العظيمٍ المجيب الذي يحب السائلين وأزورُ قبرها الذي احتضنها بين الفينة والأخرى فأجثو عنده وأسلِّم عليها وأدعو لهارجاءَ أُنسها وزوال وحشتها في غربتها في قبرها وتمرُّ بي ذكرياتٌ كثيرةٌ و مواقف عديدة كانت لي معها وأتذكُّر حُبها للاجتماع وفرحتها بلقاء أحبابها من أولادٍ وأقارب وصديقاتٍ وجيران وسعيها الحثيث في الصلة فقد كانت – رحمها الله – وصولةَ رحمٍ وسيدةَ وفاء وصادقةَ إخاء تجتهدُ في دعوة أولادها فتجمعهم عندها وتشعر في تلك اللحظات أنها مالكةٌ الدنيا بأسرها فقد كان يملؤها السرور والحبور ويُشرق محياها وتتمنى أن تُقدِّم لهم أغلى ماتملك ولايكتمل هناؤها إلا بدعوة أخواتها الثلاث اللاتي تُحبهن حُبًا عظيمًا وعن جيرانها لاتسل عن المساحة التي في قلبها لهن وخاصةً جارتها أم عبدالله المناع والتي لايكاد يمر يومٌ إلا ولها معها لقاء أو اتصال فهي أغلى صويحابتها وكانت والدتي تسميها حبيبة الروح وقد أحببنُها من حبي أمي لها ولها عندنا التقدير والاحترام وقدكان فراق أمي عليها صعبًا مرًا واستمرت- حفظها الله- على وفائها بزيارة أُختيَّ والسؤال عني وعن إخوتي وأولادناألاماأجمل الحياة بالأوفياء!إنهم نور الحياة ولذتها.. أما عن الأقارب والصديقات فقدكانت تواصلهم وتصلهم تطمئن عليهم وتُشاركهم أفراحهم وأتراحهم وتحمل همومهم وإن كان على حساب صحتها وترى أن الحياة بدون الوصل لاقيمةَ لها ولامعنى فتعب قلبُها الكبيرالذي توقف نبضُها وسكن بهدوءٍ بعد أن كان نابضًا بالحب ممتلئًابالوفا وصدق الإخاء ...كم أنتِ عظيمةٌ ياأمي الغالية ! أتعلمين أيتها الحنون أن بيتكِ الذي كنتِ تملئينه أُنسًا ونورًا وبركةً بات بعدك مظلمًا موحشًا شَعُر بذلك والدي – متَّعه ربي بالصحة والعافية- قبلي وكُنتُ إذا دخلتُ لحاجةٍ أو ضرورة لوسط بيتك أو أقبلتُ إلى حيث سريركِ ومجلسكِ فإنه يعصرني الألم ويحلُّ شبح الحزن في قلبي فأسترجع وأحمدُ الله وألهج من أعماق فؤادي لكِ بالدعاء ويطمئن قلبي فأخرج سريعًا من البيت الذي فقد بريقه ولن يملأه أحدٌ كما ملأتِه بحضوركِ الوارف وصلواتكِ الطيبة ودعواتكِ الغالية وصوتكِ العذب الذي لازال يرنُّ في مسمعي تنادين من حولكِ وترحبين بزوّاركِ وهاهي سنةٌ كاملةٌ تمرُّ على رحيلكِ عنا ويكون اليوم الثاني عشر من ذي الحجة الذي هيَّج أحزاني وأبكاني وهزَّ وجداني وأرغم بناني أن يسطِّر شيئًا من أشجاني لعله يُخفِّفُ شيئًا من وجْدي وحزني على فراقكِ أيتها الحنون فيومُ العيدِ شعرتُ باليتم حقًا حيث كنتُ معتادًا على معايدتكِ بعد خروجي من المصلى مباشرة فيكتمل عيدي وفرحتي بكِ ولكن هذا العيد خرجتُ هائمًا على وجهي لا ألوي على شيء حزينًا والأسى يملأ جوانحي فوصلتُ إلى بيتي أتجرَّعُ الألم وأجتهد في التخفيف عن نفسي بالحمد والاسترجاع والدعاء لكِ وكان أكثر مايُخففُ مرارة الحزن في قلبي كتاب الله الذي أتلوه فيطمئنُ قلبي وتنزل السكينةُ فيه.
أُمَّاهُ لقد تغيرت حياتنا بعدكِ كثيرًا على كافة المستويات لأن وجودكِ كان بركةً علينا
وإننا لنتعزى بوالدنا الغالي فهو باب الجنة الباقي لنا بعد أن فقدنا بابًا غاليا وهو أنتِ
صغيرتي التي تدلفُ إلى عامها الرابع تذكرني بكِ كثيرًا فقد أراد الله أن تكون نموذجًا مصغَّرًا منكِ في بعض التصرفات وبين الآونة وأختها تسألني عنكِ فأجيبها بعبارةٍ بسيطةِ موجزة إنكِ عند ربي فماأرحم المضيف وأكرمه وأعزه ! وماأغلى الضيف !
ليتكِ أيتها الغالية حاضرةً كي تري صور المسجد والبئر اللذين جعلناهما لكِ وقفًا في إحدى الدول المسلمة المحتاجة وإننا لنرجو أن يصلكِ أجرهما موفورًا وأنتِ في قبركِ ويتتابع عليكِ الثواب كي تتبدد وحشتكِ وتغشاكِ رحمة الله وعظيم فضله بهذه الصدقة الجارية التي لن ينقطع عملكِ بها بإذن المولى جل في علاه مع دعواتُ أولادكِ التسعة الذين ربيتِهم على الصلاة ونشأتِهم على طاعة الله حيث سيواصلون الدعاء لكِ والصدقة عنكِ والبر بكِ سعيًا منهم في رد الجميل الذي يطوِّق أعناقهم فلتنامي في قبركِ آمنةً مطمئنةً ولينزل الله على قبركِ الضياء والنور والفسحة والسرور وليؤمن المولى فزعكِ يوم البعث والنشور ويجعلك سبحانه في الجنان من الحور... آمين ... آمين... آمين
بقلم ابنك المحب/ عبدالله بن سعد الغانم – تمير - كُتبت يوم 12/12/1434هـ