المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لن يصلك الامان الا اذا وصل لفرعون من العذاب


رينا
20 / 12 / 2005, 50 : 08 PM
لن يصلك الأمان إلا إذا وصل
لفرعون من العذاب

شجرة يابسة تشكو القحط والجفاف من زمن غادر،لقد كانت هذه الشجرة ذات أوراق يانعة معتزة برونقها الخاص ورائحتها الفواحة وبثمارها الجميلة ،لكن مع تعاقب فصول الزمن الغادر الذي فرض عليها حكم الجفاف والقحط إلى الأبد هاهي أوراقها تيبس وتموت بموت عروقها من الظمأ وتذبل ثمارها لشهور عدة لكن قدرة المولى فوق كل شيء ،فمن لطف الأقدار أنه قد مرت أميرة ذات حسن وجمال و أدب وأخلاق وهي تنظر بنظرة وليدة الأسى والألم ولكنها مع ذلك كله تملك الأمل ،تتحلى هذه الأميرة بالرفق والحنان لكل الكائنات ،فنظرت إلى هذه الشجرة التي حكم عليها بالإعدام من قبل الزمان،فلم ترضى أن تبرح المكان إلا إذا اقتلعت الشجرة وأعادت لها الحياة بعد أن تزرعها في أحد أطراف قصرها لتثبت العكس لما قد قيل عن هذه الشجرة من أشخاص ومتخصصين عدة الذين أصدروا عليها حكم الهلاك وأن لا حياة لهذه الشجرة بعد اليوم ،وبعد أن أخذت الأميرة هذه الشجرة زرعتها في أحد أطراف حديقتها وركزت كل اهتمامها لها وسقتها واعتنت بها حتى أصبحت أفضل من ذي قبل وازداد ريحها عبقا وورقها خضارا وثمرها نضجا،فكل ما حظيت به هذه الشجرة من عناية واهتمام قد كان من قبل هذه اليد الكريمة التي لا تعرف للكسل ولا للملل باب لأنها أمل الحياة وهي من أسقى وروى هذه الشجرة معنى الأمل ومعنى الصبر والاحتساب وهاهي قد جنت ثمار ما زرعت يدها وقد تعطرت بريح تلك الشجرة الفواحة....
لكن يا للأسف ..فقد مرضت الأميرة وأصبحت طريحة الفراش ولم يستطع لا طب ولا طبيب أن يشفيها بعد الله بل حكموا عليها بمصير تلك الشجرة التي قد أصدروا عليها حكم الهلاك فقالوا للأميرة لن تعيشي يوما في رغد وهناء مع العلم بأن الأميرة تعلم وتوقن كل اليقين في علاجها الذي هو ثمرة من ثمار تلك الشجرة لكن الأميرة خائفة من أن تصاب بأذى أو تزداد سقما من هذا العلاج فهل هذا يعقل...
فهذه الشجرة قد أعيد تنظيم أوراقها وتنسيقها على يدي تلك الأميرة ،وقد ارتوت الأمل والصبر والمحبة والحنان ورقة الإحساس من ماء تلك اليدين فهل سوف تتنكر الشجرة لكل هذا العطاء من أميرة الحنان التي مدتها بالخير والتي قد كانت متيقنة بأنها تموت لولا لم يسخر الله هذه الأميرة لها ...
لكن ما حصل لم يكن في الحسبان ،فقد تجرأت وتحركت بقدرة قادر هذه الشجرة بعد أن اغتسلت من مطر ليلة مضت أقبلت بكل ألم وحزن إلى الأميرة وإذا هي تقف بشموخ أمام أميرة الأميرات ،والأميرة في ذهول حتى عجز لسانها عن الكلام وكأنها أصيبت بالخرس من الفرحة والدهشة،وإذا بفروع الشجرة بكل احترام تتحرك وتقطف إحدى ثمراتها التي اغتسلت من ماء المطر العذب إلى الأميرة وهي تقول:
(( يا من أرسلك الرحمن جل وعلا لكي تنقذيني من قحط الظمأ وحر المكان إلى جنة وخضار بعدما كنت وحيدة في وسط صحراء قاحلة أرجعتني بين أخوتي وأهلي وأحبابي فكل هذا لم يصبح إلا بقدرة الله ولك الفضل من بعده ،يا من لو قدمت عمري لك لما كافأك وجازاك على ما حظيت به منك من رعاية واهتمام فلا تترددي ولا تردي تواضعي أمام جبروت ملكك وكيانك بأن تأخذي أحدى ثمراتي مع العلم بأنك متيقنة بأنه ليس لك من شاف بعد الله سبحانه إلا دوائي الذي أوجده الرب سبحانه في ثمرتي لكي أرد لك قليلا من فيض كرمك المسبق والذي لا زلت أنا متنعمة في خيراته ،فالغرور والكبرياء لها حدود وأنا شجرة من مخلوقات الرب المتعال فثقي بأنه لن يأتيك الأمان إلا من داخلك أنت أولا فأقبلي وكلي ثمرتي بعيدا عن جبروت الخيلاء وكبرياء العظماء فلا تنظري لي نظرة دونية إلا بعد أن تتأكدي ما قد يكنه قلبي لك يا أمل الضعفاء فلن يصلك الأمان لا بورق ولا بكلام إلا إذا وصل الأمان لفرعون من العذاب)).

هادي
23 / 12 / 2005, 01 : 09 AM
جزااااااااكم الله خير

مشكووووووووورين على هالجهد

ربي يسلمكم


سلام