عساف الأصايل
09 / 06 / 2013, 22 : 11 PM
«من يضمن لي ما بين فكيه ولحييه، أضمن له الجنة».
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
يبدو ان الحديث عن الآخرين أصبح ظاهرة مجتمعية، فلا يمر مجلس رجالي أو نسائي الا وتكون «الغيبة» هي أساس الحوار، ويتحجج البعض بأن من يتكلمون عنه - أو عنها - شخصية عامة أو من باب التقييم، متناسين
قول الله تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً}، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره.قيل: أفرأيت ان كان في أخي ما أقول؟ قال: ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته»، وغيرها من الآثار الواردة بهذا الشأن.
نعم.. فالبعض يتلذذ في الوغول في أعراض الناس وتتبع العورات دون أي رادع، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يُفْضِ الايمانُ الى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فانه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف رحله».
قال أبو الدرداء: «أقْرِض من عِرضك ليوم فقرك» يريد مَن شتمك فلا تشتمه، ومن ذكرك بسوء فلا تذكره، ودَعْ ذلك عليه قَرْضاً لك ليوم القصاص والجزاء، يعني كل من نتكلم عنه بغيبة فنحن نتنازل عن حسناتنا له، ونختزنها له يوم القيامة.
وقال ابن عُيَيْنة: «لو ان رجلاً أصاب من عرض رجل شيئاً ثمَّ تَوَرَّع، فجاء الى ورثته أو الى جميع أهل الأرض فأحَلّوه، ما كان في حلٍّ، ولو أصاب من ماله شيئاً ثم دفعه الى ورثته لكنا نرى ذلك كفارة له، فعِرْضُ الرجل أشد من ماله»، فكما الشهيد يغفر له كل فعل الا الدين، فالغيبة معلقة في عنق صاحبها.
نعم.. «كم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين» كما قال ابن الجوزي، فبعض أصحاب النوافل والصدقات والاحسان يفسد جبال أعماله بالغيبة.
ويحرص البعض على عدم وقوع غيره في الغيبة بتغيير الموضوع أو المكان حتى لا يأثم، فقد كان الامام النخعي أعور، وتلميذه سليمان ضعيف البصر، سارا في الطريق الى الجامع، فقال الامام النخعي: هل تأخذ طريقا وآخذ أنا طريقا آخر؟ أخشى ان مررنا سويا بسفهائنا ان يقولوا أعور يقود أعمش، فيغتابوا فيأثموا. قال سليمان: وما عليك.. نؤجر ويأثمون.فقال النخعي: يا سبحان الله، بل نسلَم ويسلمون، خير من ان نؤجر ويأثمون.
ويسعنا ان نكون من الصامتين عند الوغول فيما حرم الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».
وقد قيل لبكر بن عبدالله المزني: انك تطيل الصمت؟ فقال: ان لساني سبع، ان تركته أكلني.لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من يضمن لي ما بين فكيه ولحييه، أضمن له الجنة».
المشكلة ان من يغتاب الناس أمامك، لن يتردد ان يغتابك في موضع آخر، وقال وهب بن منبه: «اذا سمعت من يمدحك بما ليس فيك، فلا تأمنه ان يذمك بما ليس فيك».وقال الحسن: «احذر من النمام الذي ينقل اليك حديث غيرك، فانه سينقل الى غيرك حديثك».
ان كثرة الغيبة والتذمر تؤثر على الصحة النفسية، فكما قال الأصمعي: «صحة الجسم في قلة الطعام، وصحة القلب في قلة الذنوب والآثام، وصحة النفس في قلة الكلام».فلا نكثر من الشكوى فيأتينا الهم، ولكن لنكثر من قول «الحمدلله» فتأتينا السعادة.
ولعل الحسد هو أحد مداخل الغيبة والنميمة، والكريم من أخفى ذلك، قال ابن تيمية: «وما من قلب الا وفيه شيء من الحسد، لكن الكريم يخفيه واللئيم يظهره».وكما قال مصطفى محمود: «لو دخل كل منا قلب الآخر، لأشفق عليه».
وكما قال أحدهم: «ان الحديث مع الناس كالخياطة، فأنت الخياط وكلامك الابرة، فان أحسنت الخياطة، صنعت ثوباً جذاباً غاليا، وان أخطأت لن تجرح الا نفسك».
اننا بحاجة لتعلم «فن الصمت»، وأقول تعلم لأن الصمت أصعب من علم الكلام، وقد قبل ان الصمت يمنحك طاقة للتفكير بعمق وعبادة من غير عناء، وبالصمت تكون الأقوى من دون تعب أو كلام، والصمت يعلمك حسن الاستماع، والصمت الحل الأفضل للمشاكل الزوجية، والصمت يرغم من أمامك على البوح بما في داخله، والصمت يجعلك تسيطر على من أمامك بنظرات تحمل معانٍ منطوقة، والصمت يدمّر سلاح من يجادلك، والصمت يُولد الاحترام، فالصمت أداة اتصال ايجابية وفعالة.
اللهم أني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنى إلى حبك
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
اخي انشرها في المنتديات وعبر وسائل التواصل جعل ذلك في موازين حسناتك
منقول
" اللهم أجعل تذكيري هذا صدقةً جاريه لي ولوالديني ولمن احب ولمن قرأها"
كل الووووود لكم
عساااااااااف الأصاااااااايل كاااااااان هنا ومضى
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
يبدو ان الحديث عن الآخرين أصبح ظاهرة مجتمعية، فلا يمر مجلس رجالي أو نسائي الا وتكون «الغيبة» هي أساس الحوار، ويتحجج البعض بأن من يتكلمون عنه - أو عنها - شخصية عامة أو من باب التقييم، متناسين
قول الله تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً}، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره.قيل: أفرأيت ان كان في أخي ما أقول؟ قال: ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته»، وغيرها من الآثار الواردة بهذا الشأن.
نعم.. فالبعض يتلذذ في الوغول في أعراض الناس وتتبع العورات دون أي رادع، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يُفْضِ الايمانُ الى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فانه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف رحله».
قال أبو الدرداء: «أقْرِض من عِرضك ليوم فقرك» يريد مَن شتمك فلا تشتمه، ومن ذكرك بسوء فلا تذكره، ودَعْ ذلك عليه قَرْضاً لك ليوم القصاص والجزاء، يعني كل من نتكلم عنه بغيبة فنحن نتنازل عن حسناتنا له، ونختزنها له يوم القيامة.
وقال ابن عُيَيْنة: «لو ان رجلاً أصاب من عرض رجل شيئاً ثمَّ تَوَرَّع، فجاء الى ورثته أو الى جميع أهل الأرض فأحَلّوه، ما كان في حلٍّ، ولو أصاب من ماله شيئاً ثم دفعه الى ورثته لكنا نرى ذلك كفارة له، فعِرْضُ الرجل أشد من ماله»، فكما الشهيد يغفر له كل فعل الا الدين، فالغيبة معلقة في عنق صاحبها.
نعم.. «كم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين» كما قال ابن الجوزي، فبعض أصحاب النوافل والصدقات والاحسان يفسد جبال أعماله بالغيبة.
ويحرص البعض على عدم وقوع غيره في الغيبة بتغيير الموضوع أو المكان حتى لا يأثم، فقد كان الامام النخعي أعور، وتلميذه سليمان ضعيف البصر، سارا في الطريق الى الجامع، فقال الامام النخعي: هل تأخذ طريقا وآخذ أنا طريقا آخر؟ أخشى ان مررنا سويا بسفهائنا ان يقولوا أعور يقود أعمش، فيغتابوا فيأثموا. قال سليمان: وما عليك.. نؤجر ويأثمون.فقال النخعي: يا سبحان الله، بل نسلَم ويسلمون، خير من ان نؤجر ويأثمون.
ويسعنا ان نكون من الصامتين عند الوغول فيما حرم الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».
وقد قيل لبكر بن عبدالله المزني: انك تطيل الصمت؟ فقال: ان لساني سبع، ان تركته أكلني.لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من يضمن لي ما بين فكيه ولحييه، أضمن له الجنة».
المشكلة ان من يغتاب الناس أمامك، لن يتردد ان يغتابك في موضع آخر، وقال وهب بن منبه: «اذا سمعت من يمدحك بما ليس فيك، فلا تأمنه ان يذمك بما ليس فيك».وقال الحسن: «احذر من النمام الذي ينقل اليك حديث غيرك، فانه سينقل الى غيرك حديثك».
ان كثرة الغيبة والتذمر تؤثر على الصحة النفسية، فكما قال الأصمعي: «صحة الجسم في قلة الطعام، وصحة القلب في قلة الذنوب والآثام، وصحة النفس في قلة الكلام».فلا نكثر من الشكوى فيأتينا الهم، ولكن لنكثر من قول «الحمدلله» فتأتينا السعادة.
ولعل الحسد هو أحد مداخل الغيبة والنميمة، والكريم من أخفى ذلك، قال ابن تيمية: «وما من قلب الا وفيه شيء من الحسد، لكن الكريم يخفيه واللئيم يظهره».وكما قال مصطفى محمود: «لو دخل كل منا قلب الآخر، لأشفق عليه».
وكما قال أحدهم: «ان الحديث مع الناس كالخياطة، فأنت الخياط وكلامك الابرة، فان أحسنت الخياطة، صنعت ثوباً جذاباً غاليا، وان أخطأت لن تجرح الا نفسك».
اننا بحاجة لتعلم «فن الصمت»، وأقول تعلم لأن الصمت أصعب من علم الكلام، وقد قبل ان الصمت يمنحك طاقة للتفكير بعمق وعبادة من غير عناء، وبالصمت تكون الأقوى من دون تعب أو كلام، والصمت يعلمك حسن الاستماع، والصمت الحل الأفضل للمشاكل الزوجية، والصمت يرغم من أمامك على البوح بما في داخله، والصمت يجعلك تسيطر على من أمامك بنظرات تحمل معانٍ منطوقة، والصمت يدمّر سلاح من يجادلك، والصمت يُولد الاحترام، فالصمت أداة اتصال ايجابية وفعالة.
اللهم أني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنى إلى حبك
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
اخي انشرها في المنتديات وعبر وسائل التواصل جعل ذلك في موازين حسناتك
منقول
" اللهم أجعل تذكيري هذا صدقةً جاريه لي ولوالديني ولمن احب ولمن قرأها"
كل الووووود لكم
عساااااااااف الأصاااااااايل كاااااااان هنا ومضى