رينا
12 / 12 / 2005, 14 : 07 PM
روي أن أرملة حسناء في مقتبل العمر كانت تعيش مع ابنها الوحيد , ورفضت الزواج محبة بابنها الذي كان في سن المراهقة وطيش الشباب , وكان لها جار خبيث , ومرة كانت وحدها في الخيمة , إذ هجم عليها وراودها عن نفسها , فامتنعت منه بشدة لتقواها وخوفها من الله , وقالت له : وأيم الله لأفضحنك في القبيلة و أشكوك لرئيسها, فخرج مسرعا خائفا , ولكنه أضمر له الشر , وخاف أن تفضحه , فعزم على التخلص منها قبل أن تشكوه لرئيس القبيلة الشديد البطش , و كان ابن الأرملة الطائش ولهان في حب بنت هذا الجار الخبيث , ولقد طلبها منه مرة للزواجو لم يعطه إياها ,فاستدعى الرجل الفتى بسرعة ,وقال له :لقد طلبت مني ابنتي الجميلة ,و أنا على استعداد تام ,لأعطيك إياها مع مال كثير , و جميع ما أملك من ذهب ولآلئ ولكن لي شرط واحد؛ فكاد يطير الفتى فرحا ,و لم يصدق ما رأى و سمع, فقال :وما هو هذا الشرط ؟ فأنا مستعد لألف شرط , فسكت الجار قليلا ثم قال :هذا الشرط هو أن تأتيني بقلب أمك ,فدهش الولد !!فقال: قلب أمي؟! قال نعم .لأن أمك لا تريدك أن تتزوج ابنتي , ولا بد من التخلص منها ,إذا أردت فتاتي الجميلة ,وابنتي الجميلة تحبك وترغب فيك ,و أنا أعرف أنك أحسن فتى في القبيلة , لذلكلابد أن أزوجك إياها فتسكن معها في قصر جميل في المدينة و جميع ما أملك لك و لها ,و بعد صمت رهيب و تفكير عميق وتردد ,رفع الفتى رأسه وقال: وافقت على هذا الشرط فأعطاه الجار خنجرا حادا وأرسله , دخل الفتى خيمة أمه محمر العينين والعرق يتصبب منه فوجدها نائمة , فأغرز الخنجر في صدرها و أخرج قلبها بسرعة هائلة , ولكن عندما رأى الدم ينفر منها كصنبور الماء,صحا من غفلته وخاف ولم يتحمل أعصابه فسقط القلب من يده وتدحرج على الأرض , فصرخ الولد ولكن الله جلت قدرته أنطق قلب الأم المتدحرج فقال للفتى : لماذ تصرخ ياولدي الحبيب هل أصابك سوء ؟ فاقشعر بدن الفتى , ووقف شعر رأسه واصفر وجهه وارتعش , فأراد أن ينتحر ليهرب من تلك الجريمه النكراء ورفع خنجره ليطعن نفسه , فسمع صوت أمه في أنفاسها الأخيره , فالتفت إليها فوجدها تكلمه في لحظات الموت مترجيه قائلة له بصوت مضطرب ومنقظع :
يا ولدي:لقد قتلت قلبي الأول .. فلا تقتل قلبي الثاني .. أنت قلبي الثاني فلا تقتل نفسك .. كفاني مصيبة واحدة, ثم فارقت الحياة طاهرة وهي تحنو على ولدها الذي قتلها , وهكذا قبض رئيس القبيلة على الجار وعلى الفتى ونفذ فيهما حكم الإعدام .
تلك القصة حقيقية . وقعت حوادثها في بادية الشام ,وأصبحت عبرة لمن اتعظ , وسمع بها أغلب الناس وخلدها الشعراء بشعرهم فقال أحدهم :.
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا
بنقوده كيما ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى
ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغرز خنجرا في صدرها
والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى
فتدحرج القلب العفر إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر
ولدي الحبيب هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه
غضب السماء على الولد قد انهمر
وصدى فظيع خيانة لم يأتها
ولد سواه منذ تاريخ البشر
ويقول يا قلب انتقم مني ولا
تغفر , فإن جريمتي لا تغتفر
واستل خنجره ليطعن قلبه
طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه صوت الأم كف يدا ولا تطعن
فؤادي مرتين على الأثر
يا ولدي:لقد قتلت قلبي الأول .. فلا تقتل قلبي الثاني .. أنت قلبي الثاني فلا تقتل نفسك .. كفاني مصيبة واحدة, ثم فارقت الحياة طاهرة وهي تحنو على ولدها الذي قتلها , وهكذا قبض رئيس القبيلة على الجار وعلى الفتى ونفذ فيهما حكم الإعدام .
تلك القصة حقيقية . وقعت حوادثها في بادية الشام ,وأصبحت عبرة لمن اتعظ , وسمع بها أغلب الناس وخلدها الشعراء بشعرهم فقال أحدهم :.
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا
بنقوده كيما ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى
ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغرز خنجرا في صدرها
والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى
فتدحرج القلب العفر إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر
ولدي الحبيب هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه
غضب السماء على الولد قد انهمر
وصدى فظيع خيانة لم يأتها
ولد سواه منذ تاريخ البشر
ويقول يا قلب انتقم مني ولا
تغفر , فإن جريمتي لا تغتفر
واستل خنجره ليطعن قلبه
طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه صوت الأم كف يدا ولا تطعن
فؤادي مرتين على الأثر