المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يمهل ولايهمل


أبوفيصل
05 / 12 / 2003, 18 : 09 PM
قالت : زوجته


فقال لها : متى سيعود

.
قالت : لا أعلم .. لقد خرج منذ أسبوعين ولا نعلم عنه شيء وأنا وأطفالي الاثنين ننتظر عودته . ..

أنهى الضابط المكالمة معها دون أن يخبرها بما حدث ... وبدأ يفكر في أمرها وكيف يبلغها بأمر

زوجها الذي دعسته السيارة ومات

ظل في حيرة من الأمر لمدة يومين ثم قرر بعدها إبلاغها بما حدث

اتصل عليها مرة أخرى وأبلغها بالأمر فحزنت حزنا شديدا وبكت وهو يحدثها

ثم طلب منها أن ترسل أي أحد من الأقارب حتى يتابع القضية وينهي الإجراءت النظامية ...

أبلغته بأنه لا يوجد لهم أقارب إلا عم لزوجها يسكن في منطقة تبعد عنهم مئات الكيلومترات والعلاقة

بينهم مقطوعة


تابع الضابط موضوع هذه المرأة بنفسه ... حتى دفن وحكمت المحكمة على السائق بدفع الدية للمرأة
أخذ هذا السائق يماطل بالدفع ويقول انني لا أملك شيئا ولا أستطيع الدفع لها ... وبعد مرور ثلاثة

أشهر من الحادث استطاع أن يحضر صك إعسار من احدى المحاكم بشهادة اثنين ... وطويت

القضية على أنه معسر وسيتم سداده لهذه المرأة عندما تتحسن حالته المالية ....

تصورأخي حالة هذه المرأة المادية التي كان زوجها يبحث عن عمل ...

يقول الضابط كنت أجمع لها بعض النقود وأعطيها إياها ، وكنت أدلها على بعض الجمعيات الخيرية في البلد ..

ومرت الأيام ...

وفي يوم من الأيام وبعد سنة بالضبط من الحادث الأول كنت مناوبا في المساء وإذا بمكالمة هاتفية

تأتي إلى الشرطة ويقدر الله أن أرد على هذه المكالمة وأنا بحضرة حوالي عشرين ضابطاً ... وإذا

بخبر حادث سيارة أمام وكالة السيارات بي إم دبليو

ذهبت إلى موقع الحادث للتحقيق فيه ... فوجدت إن سيارة صدت رجل ومات في الحال ... وكانت

الجثة مشوهة جدا لا أحد يستطيع التعرف على ملامح هذا الميت ...

وكان اليوم خميس والوقت قبل المغرب بقليل ...

وبعد البحث عن الأوراق التي بحوزته كانت المفاجأة المذهلة والصاعقة التي تيقنت من خلالها أنه

لا شيء يضيع عند رب الأرباب … تبين لي بأنه هو نفس الشخص الذي عمل الحادث وظلم المرأة

… في نفس المكان ونفس الموعد بعد سنة من الحادث الأول … !!

ومن هول المفاجأة بالنسبة لي أخذت أتردد على المكان عدة مرات ولعدة أيام وقست المسافة بين

موقع الحادث الأول والحادث الثاني … فوجدت الفرق خمسة أمتار بينهما


ومما زاد من المفاجأة أن الذي توفي في الحادث الثاني جاء يمشي للدخول إلى وكالة السيارات ومعه

شيك ليدفعه للوكالة لشراء سيارة جديده له منها … !!

انظر أخي المسلم كيف أن الرجل الأول كان في الطريق للبحث عن عمل وكان الثاني في الطريق

لشراء سيارة جديدة

يقول صاحب القصة : فأخبرت القاضي الذي سيتولى الحكم بموضوع هذا الرجل وما كان منه وقد

قدر الله أن سائق السيارة الذي صدم الرجل الثاني كان يعمل في شركة كبيرة وعندما طلبت منه

الدية أحضرها سريعا … ولكن القاضي حكم بأن تكون هذه الدية من نصيب المرأة التي ظلمها هذا

الميت … وبهذا تمت القصة


فلنتأملها جيدا ونستفيد منها أن الجزاء من جنس العمل … وأن دعوة المظلوم مستجابة ، وأن الله

يمهل ولا يهمل فلتكن لنا عبره !!

صادق المشاعر
06 / 12 / 2003, 20 : 05 AM
مشكور يا أبو فيصل على القصة الحزينة

وتسلم أخوي