عازف الأحزان
01 / 06 / 2012, 56 : 03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختص الله عز وجل أناس و شهور بالفضل والتكريم فاختص من الشهور أربعة حرم وهم : ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب
قال تعالى : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَمِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } التوبة36
وللأشهر الحرم مكانةً عظيمة ومنها شهر رجب لأنه أحد هذه الأشهر الحرم
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام } . المائدة 2
أي لا تحلوا محرماته التي أمركم الله بتعظيمها ونهاكم عن ارتكابها .
وقال تعالى : { فلا تظلموا فيهن أنفسكم } أي في هذه الأشهر المحرمة .
فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام تقديرا لما لها من حرمة ،
ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله ؛ ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة من ظلم النفس فيها مع أنه
- أي ظلم النفس ويشمل المعاصي - يحرم في جميع الشهور .
وجاءت السُنة بذكر أسماءها :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم
ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان } رواه البخاري ومسلم .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : { خص الله من شهور العام أربعة أشهر فجعلهن حرماً وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن والعمل الصالح والأجر أعظم } .
ولنتعرف في عجالة عن البدع المحدثة في شهر رجب :
تخصيصه بالصوم والصلاة والعبادة على غير عادته في سائر الشهور, العمرة في رجب , صلاة الرغائب , الزكاة , الذبح , إحياء ليلة الإسراء والمعراج .
كثرت البدع في شهر الله الحرام رجب وزاد المسلمون على أحكامه كثيرا من الإضافات التي ما أنزل الله بها من سلطان ونختص بالحديث عن عمرة رجب
هل خص الرسول صلى الله عليه وسلم رجب بعمرة أو زيادة عبادات أو عبادات مخصوصة له ؟
ونستطيع القول انه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيص رجب بشيء من العبادات لا من الصلاة ولا من الصوم ولا غيره .
ولذلك على المسلم التقي أن يتحرى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبع هديه في كل عباداته سواء في رجب أو غيره .
وعليه أن يفعل في رجب ما يفعله في كل الشهور إذا كان يقيم الليل أو ما تيسر من الليل فيصلي عادته في شهر رجب
وإذا كان يصوم يوم الاثنين والخميس والأيام البيض من كل شهر فيصوم عادته في شهر رجب
ولذلك قال العلماء إن تخصيص رجب بعبادة من البدع .
والعمرة في رجب مشروعة كسائر الشهور
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " متفق عليه
ولكن ليست لها فضل مخصوص كما في عمرة رمضان
ولكن هل لتخصيص رجب بالعمرة فضل خاص؟
لم تدل الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب
ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة في رجب فيها فضل معيّن .
وهناك رواية عن ابن عمر يذهب فيها إلى أن النبي صلي الله عليه وسلم اعتمر واحدة في رجب، وقد أنكرها العلماء، كما ردتها السيدة عائشة رضي الله عنها.
وأما ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب كما روى ذلك البخاري ومسلم
عن مجاهد قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس
إلى حجرة عائشة رضي الله عنها وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى ،
قال : فسألناه عن صلاتهم ،
فقال : بدعة ثم قال له : كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال: أربعاً إحداهن في رجب ، فكرهنا أن نرد عليه ،
قال : وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة ( أي سنة السواك )،
فقال عروة : يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟
قالت: ما يقول؟
قال : يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب ،
قالت : يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده وما اعتمر في رجب قط ) رواه البخاري.
ولكن ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه اعتمر في شهر رجب ,
فلهذا يمكن أن يقال إن العمرة في شهر رجب لها فضل لأن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعل ذلك وهو الخليفة الراشد
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"
وبهذا كان يفتي سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، يرى أن العمرة في شهر رجب لها فضل لأنها سنة الخليفة الراشد .
قال الشيخ أبو شامة المقدسي رحمه الله في فتاويه :
لا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها الشرع ، إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر
إلا ما فضله الشرع بنوع من العبادة أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره .
ولهذا أنكر العلماء تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه ،ولكن لو ذهب الإنسان للعمرة في رجب من غير اعتقاد فضل معيّن بل كان مصادفة أو لأنّه تيسّر له في هذا الوقت فلا بأس بذلك .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختص الله عز وجل أناس و شهور بالفضل والتكريم فاختص من الشهور أربعة حرم وهم : ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب
قال تعالى : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَمِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } التوبة36
وللأشهر الحرم مكانةً عظيمة ومنها شهر رجب لأنه أحد هذه الأشهر الحرم
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام } . المائدة 2
أي لا تحلوا محرماته التي أمركم الله بتعظيمها ونهاكم عن ارتكابها .
وقال تعالى : { فلا تظلموا فيهن أنفسكم } أي في هذه الأشهر المحرمة .
فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام تقديرا لما لها من حرمة ،
ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله ؛ ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة من ظلم النفس فيها مع أنه
- أي ظلم النفس ويشمل المعاصي - يحرم في جميع الشهور .
وجاءت السُنة بذكر أسماءها :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم
ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان } رواه البخاري ومسلم .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : { خص الله من شهور العام أربعة أشهر فجعلهن حرماً وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن والعمل الصالح والأجر أعظم } .
ولنتعرف في عجالة عن البدع المحدثة في شهر رجب :
تخصيصه بالصوم والصلاة والعبادة على غير عادته في سائر الشهور, العمرة في رجب , صلاة الرغائب , الزكاة , الذبح , إحياء ليلة الإسراء والمعراج .
كثرت البدع في شهر الله الحرام رجب وزاد المسلمون على أحكامه كثيرا من الإضافات التي ما أنزل الله بها من سلطان ونختص بالحديث عن عمرة رجب
هل خص الرسول صلى الله عليه وسلم رجب بعمرة أو زيادة عبادات أو عبادات مخصوصة له ؟
ونستطيع القول انه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيص رجب بشيء من العبادات لا من الصلاة ولا من الصوم ولا غيره .
ولذلك على المسلم التقي أن يتحرى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويتبع هديه في كل عباداته سواء في رجب أو غيره .
وعليه أن يفعل في رجب ما يفعله في كل الشهور إذا كان يقيم الليل أو ما تيسر من الليل فيصلي عادته في شهر رجب
وإذا كان يصوم يوم الاثنين والخميس والأيام البيض من كل شهر فيصوم عادته في شهر رجب
ولذلك قال العلماء إن تخصيص رجب بعبادة من البدع .
والعمرة في رجب مشروعة كسائر الشهور
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " متفق عليه
ولكن ليست لها فضل مخصوص كما في عمرة رمضان
ولكن هل لتخصيص رجب بالعمرة فضل خاص؟
لم تدل الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب
ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة في رجب فيها فضل معيّن .
وهناك رواية عن ابن عمر يذهب فيها إلى أن النبي صلي الله عليه وسلم اعتمر واحدة في رجب، وقد أنكرها العلماء، كما ردتها السيدة عائشة رضي الله عنها.
وأما ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب كما روى ذلك البخاري ومسلم
عن مجاهد قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس
إلى حجرة عائشة رضي الله عنها وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى ،
قال : فسألناه عن صلاتهم ،
فقال : بدعة ثم قال له : كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال: أربعاً إحداهن في رجب ، فكرهنا أن نرد عليه ،
قال : وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة ( أي سنة السواك )،
فقال عروة : يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟
قالت: ما يقول؟
قال : يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب ،
قالت : يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده وما اعتمر في رجب قط ) رواه البخاري.
ولكن ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه اعتمر في شهر رجب ,
فلهذا يمكن أن يقال إن العمرة في شهر رجب لها فضل لأن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعل ذلك وهو الخليفة الراشد
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"
وبهذا كان يفتي سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، يرى أن العمرة في شهر رجب لها فضل لأنها سنة الخليفة الراشد .
قال الشيخ أبو شامة المقدسي رحمه الله في فتاويه :
لا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها الشرع ، إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر
إلا ما فضله الشرع بنوع من العبادة أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره .
ولهذا أنكر العلماء تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه ،ولكن لو ذهب الإنسان للعمرة في رجب من غير اعتقاد فضل معيّن بل كان مصادفة أو لأنّه تيسّر له في هذا الوقت فلا بأس بذلك .